نظرًا للانبعاثات الكربونية التي يسببها الوقود التقليدي، والتي تشكل سببًا من أسباب تغير المناخ، لجأت بعض الشركات لصناعة سيارات تعمل بالوقود الهيدروجيني.
وأسهمت الأبحاث الخاصة بالطاقة الهيدروجينية في إحداث طفرة كبيرة في تكنولوجيا تصنيع السيارات، ودخلت المركبات التي تعمل بالوقود الهيدروجيني على خط المنافسة مع السيارات الكهربائية.
مصادر الطاقة النظيفة
وأثبتت سيارات الهيدروجين فعاليتها رغم تكلفة إنتاجها المرتفعة، وكذلك عدم وجود محطات لشحن الهيدروجين، بعكس السيارات الكهربائية التي بلغ عددها أكثر من 5.6 ملايين سيارة كهربائية تجوب طرقات العالم.
ويمثل الوقود الهيدروجيني لتشغيل السيارات الصديق للبيئة؛ أحد مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة والتي توفر وقودًا خاليًا من الانبعاثات للسيارات والشاحنات، التي تعتبر أكبر الملوثات على الإطلاق وفق تقارير أممية.
ويعد استبدال البنزين والديزل بالهيدروجيني، أحد الحلول المستقبلية لتقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون على الطريق، فبدلًا من البطارية توجد خلية تتفاعل مع الهيدروجين فتولد الكهرباء والماء.
وخلص تقرير أميركي جديد إلى أن سيارات الهيدروجين ستكون قادرة على تحقيق تكافؤ في أسعار الوقود مع البنزين بحلول عام 2025.
وستشجع ميزة الشحن السريع والمسافة الطويلة المقطوعة بالشحنة الواحدة، مصنعي السيارات على استخدام هذه التكنولوجيا في الشاحنات والحافلات التي تقطع مسافات طويلة، وفي الطائرات والقطارات في المستقبل.
ووفقًا لتقارير متخصصة، فإن سيارات الهيدروجين المستقبلية تستطيع قطع مسافات تصل إلى 1360 كيلومترًا بخزان واحد، وتستغرق عملية ملء الخزان 5 دقائق بخلاف السيارات الكهربائية التي تستغرق مدة شحن البطارية 8 ساعات باستخدام الشاحن العادي و40 دقيقة على أقل تقدير باستخدام الشاحن السريع.
تحديات كبيرة
وفي هذا الإطار، قالت ديانا القيسي، وهي خبيرة في شؤون حوكمة الطاقة، إن الطاقة الهيدروجينية، هي كل ما يمكن إنتاجه من الهيدروجين، ويعتبر هو البديل عن كل الطاقات التقليدية سواء الوقود التقليدي أو الأحفوري.
وأضافت القيسي في حديث لـ"العربي" من بيروت، أن هذا النوع من الوقود هو في بداياته ويتطلب تكنولوجيا معينة لإنتاجه، وبالتالي هو حاليًا غير متوفر كبديل فعلي لكل أنواع الوقود.
ولفتت القيسي، إلى أن من المبكر أن نتحدث عن هذه الطاقة كبديل، لكنها يمكن أن تستعمل بالمواصلات، وستوفر من الانبعاثات الكربونية.
ونوهت القيسي، بأن الدول التي تنتج النفط مثل دول الخليج يمكنها الاستثمار في الوقود الجديد، وهذا يتوقف على مدى الاهتمام بالاستثمار في الوقود الهيدروجيني.
وبيّنت القيسي أن هناك عوائق، "تتعلق بمدى التزام الشركات التابعة للدول، بإنتاج الوقود الهيدروجيني، وكذلك الالتزام بالحد من الانبعاثات الكربونية".