مصيره مجهول.. تفاصيل اعتقال الصحفي محمد عرب من مجمع الشفاء
فيما يستمر هجوم الاحتلال الإسرائيلي على مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة، قامت قواته باعتقال عدد من الصحافيين بينهم الزميل الصحافي محمد عرب، المتعاون مع التلفزيون العربي خلال العدوان على القطاع، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
وكان الزميل محمد عرب، الذي ما يزال مصيره كزملائه الصحافيين غير معروف، عمل طيلة فترة محاصرة مجمع الشفاء على نقل آخر التطورات من داخله.
ونقل بالصوت متى تعذّر بثّ الصورة، عن الغارات وإطلاق النار، والاقتحام والدمار. كما أشار إلى اعتقال عشرات الفلسطينيين من المجمع بما في ذلك طواقم صحفية، قبل أن تطاله تلك الاعتقالات.
عرب نقل من داخل مجمع الشفاء أيضًا مناشدات العالقين، وتحدث عن صعوبة الوضع الإنساني، بما في ذلك الجوع والخوف.
وبينما أشار إلى أن قوات الاحتلال أعلنت أنها تبحث عن جنود أسرى داخل المجمع، أكد أن هذا الأخير مدني ومدني فقط، ويضم نازحين وجرحى وأطباء وطواقم صحفية.
وأفاد بأن جيش الاحتلال لم يعثر على أي مما يدعيه، فلا وجود لمقاومة أو جنود إسرائيليين أسرى أو حتى جثثهم.
الصحافي محمد عرب معتقلاً
وعلى أثر اعتقال الصحافي محمد عرب، تواصل "العربي" عبر مدير مكتبه في فلسطين موسى دياب مع "منظمة الصحافيين الأجانب" (FPA) للسؤال عن مصيره.
وبينما أحالت المنظمة، التي تتولى متابعة مثل هكذا حالات، السؤال عن الزميل محمد عرب إلى جيش الاحتلال جاءها ردّ مقتضب من هذا الأخير يؤكد الاعتقال، ويشير إلى أنّ عرب سيخضع للتحقيق في إسرائيل.
وخلال عمله الميداني ناقلًا مآسي العدوان في شمال قطاع غزة، فإن الزميل الصحافي محمد عرب كما كل الفلسطينيين والصحفيين في قطاع غزة في مرمى نيران الاحتلال، الذي وضع القطاع بكل ما ومن فيه هدفًا له منتهكًا كل الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية.
فمن بين المباني المدمرة وما خلفته المجازر الإسرائيلية التي حصدت طيلة أشهر أرواح آلاف الفلسطينيين في بيوتهم وعلى طرقات النزوح وبانتظار المساعدات الإغاثية، تحضر كاميرا العربي ورسالة الزميل محمد عرب للإضاءة على جرائم الاحتلال في غزة والمعاناة غير المسبوقة التي يعيشها سكانها.
استهداف ممنهج للصحفيين في غزة
وفي محاولة لتغييب الرواية الفلسطينية وطمس حقيقة ما يجري في القطاع، يتعرض الصحفيون في القطاع منذ بدء العدوان لاعتداءات ممنهجة، سواءٌ بالقتل المتعمد أو الاعتقالات أو استهداف عائلاتهم.
وحتى التاسع من الشهر الجاري، قتل الاحتلال – بحسب المكتب الإعلامي الحكومي – 133 صحفيًا، وهو رقم يتخطى حصيلة الضحايا من الصحفيين خلال الحرب العالمية الثانية، وفي حرب فيتنام.
وفي ما يخص الاعتقال فقد طال عشرات الصحفيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، ونكلّ بهم.
وكان بين هؤلاء مدير مكتب صحيفة "العربي الجديد" في غزة ضياء الكحلوت، الذي اعتقلته قوات الاحتلال طيلة شهر، ثم خرج ليروي عن فظائع الاعتقالات والتحقيقات وظروف سجن الأسرى.
وفي حين دفعت الجرائم بحق الصحافيين في غزة أطرافًا متعددةً إلى المطالبة بإجراء تحقيق سريع ومستقل، إلا أن الاحتلال يمضي في مساعيه إلى قمع الصوت والصورة من داخل غزة.