أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس أنّ بلاده "ستنتصر" على القوات الروسية الغازية، وذلك عشية الذكرى الأولى للحرب التي تشنها موسكو في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي على منصات التواصل الاجتماعي: "لم ننكسر، تخطينا الكثير من المحن وسوف ننتصر. سنحاسب جميع الذين جلبوا هذا الشر، هذه الحرب إلى أرضنا".
وجاءت تصريحات الرئيس الأوكراني فيما تؤكد قواته أن المعارك لا تزال مشتعلة في العديد من المحاور، ولا سيما في الجبهة الشرقية وبينها محور باخموت، الذي يشهد المعارك الأكثر شراسة.
وكانت هيئة الأركان العامة الأوكرانية قد أشارت صباح اليوم إلى أنّ القوات الروسية تركز هجماتها على مدن كوبيانسك وليمان، إضافة إلى باخموت.
من باخموت حتى الشمال
وفي هذا السياق، أفاد مراسل "العربي" من كييف إياد استيتية، بأنّ محور باخموت لوحده قد تعرض يوم أمس لأكثر من 43 هجومًا من قبل القوات الروسية، حيث تسعى تلك القوات إلى السيطرة على المدينة بشكل كامل، وقطع خطوط الإمداد للقوات الأوكرانية، من بلدتين قريبتين منها في مقاطعة دونتسيك.
ونقل المراسل عن رئيس الإدارة العسكرية الأوكرانية أنّ حشودًا روسية وقوات إضافية يتم الزج بها، ما قد يكشف عن نية الهجوم على منطقة ليمان بعد اختراق الخطوط الدفاعية الأوكرانية.
وأشار إلى حديث لقيادة عمليات الشمال الأوكرانية بشأنّ رصدها لرتل عسكري ومعدات لعسكريين لا يحملون أيّ إشارات تمييزية، يعتقد أن القوات الروسية تجهز لاستفزازات على الحدود مع بيلاروسيا وإلصاق التهمة بكييف.
الجيش الروسي يكثف هجماته على #أوكرانيا 👇 pic.twitter.com/reAWWU8j48
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 23, 2023
ضربات صاروخية
وعلى الجبهات الأخرى، تواصل الدفاعات الجوية في ماريوبول التصدي لهجمات روسية بالطائرات المسيرة، فيما أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية تكثيف الجيش الروسي قصفه على منطقة خيرسون، مستهدفًا بعض التجمعات السكنية بالمدفعية.
أما في خاركيف أكبر مدينة بالشرق الأوكراني، فأعلن مسؤولان محليان إصابة مدنيين بضربة صاروخية روسية على منشآت صناعية.
وقال مراسل "العربي": بمناسبة مرور عام على الحرب فإن مدير الاستخبارات العسكرية الأوكرانية صرح بعدم توقعه لهجوم بري روسي باتجاه العاصمة كييف، لكنه قد أشار إلى احتمال توجيه موسكو ضربات صاروخية جوية إلى العديد من المدن الأوكرانية.
"الثالوث النووي"
ولا تزال تبعات خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخير تلقي بظلالها على الداخل الروسي.
وأوضح مراسل "العربي" من موسكو سعد خلف بأن ما قصده بوتين في خطابه الأخير عن "الثالوث النووي" هو المصطلح الذي يعني القدرات النووية الروسية.
وكان بوتين قد أكد أن بلاده ستواصل إيلاء اهتمام متزايد لتعزيز قدراتها النووية، وستبدأ عمليات تسليم جماعية لصواريخ "زيركون" الفرط صوتية التي تطلق من البحر.
كلام بوتين جاء في خطاب لمناسبة عطلة "المدافع عن الوطن"، حيث أكّد الرئيس الروسي أيضًا أن بلاده ستواصل تجهيز قواتها المسلحة بمعدات متطورة.
وكان بوتين قد أعلن الثلاثاء الماضي عن تعليق مشاركة بلاده في معاهدة "نيو ستارت" الروسية الأميركية للحدّ من الأسلحة النووية.
وفي 24 فبراير/ شباط من العام الماضي، أمر بوتين قواته بالهحوم على أراضي أوكرانيا، معلنًا عن "عملية عسكرية" على أرض جارته، الأمر الذي كلف موسكو مقاطعة دولية شاملة، وسط عقوبات غير مسبوقة من الغرب، الذي انحاز لكييف، ومدها بالسلاح والعتاد.