يستقبل معرِض القاهرة الدولي للكتاب آلافَ الزوار، الذين توافدوا منذ الساعات الأولى لانطلاق الحدث الثقافي يوم الخميس الفائت، للشراء والتجول بين ملايين الكتب المعروضة لمئات الناشرين من حول العالم.
ويعدّ معرض القاهرة الدولي، من أشهر وأكبر معارض الكتب في العالم العربي، فيما يأتي الموعد السنوي هذا العام في ظل أزمة اقتصاديةٍ تشهدُها مصر، ضاعفت من تكاليف طباعة الكتب، وأثّرت على القدرة الشرائية للمستهلكين.
ويشارك في معرض القاهرة للكتاب هذا العام 1047 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا من 53 دولة.
برنامج ثقافي حافل
أما فعاليات المعرض المقامة في مركز مصر للمعارض الدولية تحت شعار "على اسم مصر - معًا: نقرأ.. نُفكر.. نُبدع"، فتستمر حتى 6 فبراير/ شباط، وتشمل لقاءات مع مجموعة من الشخصيات في مختلف المجالات.
كما تتنوع موضوعات الندوات المدرجة بالبرنامج بين آفاق الترجمة إلى العربية، ودور المرأة في تشكيل الوعي الثقافي والأخلاقي، وصناعة المحتوى الرقمي، وقيم الشخصية المصرية في الجمهورية الجديدة.
انعكاس الأزمة الاقتصادية على الكتاب
ومن القاهرة، يقول الكاتب وصاحب دار نشر محمد دحروج: إن الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد انعكست على قطاع النشر والطباعة، بحيث ارتفعت أسعار الورق ووضعت عددًا كبيرًا من الناشرين في قلق كبير.
ويتابع في حديث مع "العربي": "بسبب ذلك نتخوف على واقع الثقافة في السنوات المقبلة، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، بحيث قد يؤدي ذلك إلى تراجع مصر من مكانتها الريادية بسبب الضغط المادي".
توقيت مدروس
وعن أهمية معرض الكتاب هذا العام، فيلفت دحروج إلى أن معرض القاهرة الدولي ربما يعد الثاني عالميًا بعد معرض فرانكفورت للكتاب، ويعدّه فرصة جيدة ليتعرف الجمهور على أحدث الأعمال الروائية، لا سيما وأن مصر تقدّم في كل عام أعدادًا ضخمة من الروايات القادرة على منافسة أدباء الغرب.
وعليه، يرى الكاتب المصري أن تزامن فعاليات معرض القاهرة مع الإعلان عن المرشحين لجائزة "بوكر" للرواية لعام 2023، قد يكون خطوة إيجابية ومقصودة، في محاولة من قبل دور النشر لترويج صادراتها من الكتب من خلال الجائزة العالمية المتخصصة بمجال الإبداع الروائي في اللغة العربية.
