الثلاثاء 10 Sep / September 2024

مع انتهاء مهلة إيكواس.. قادة انقلاب النيجر يغلقون المجال الجوي ويحذرون

مع انتهاء مهلة إيكواس.. قادة انقلاب النيجر يغلقون المجال الجوي ويحذرون

شارك القصة

تقرير عن انتهاء مهلة إيكواس واحتمال التدخل العسكري في النيجر (الصورة: رويترز)
حذر قادة الانقلاب في النيجر من أن "أي مغامرة عسكرية" ستكون بمثابة كارثة على المنطقة مع انتهاء المهلة التي منحتها "إيكواس" لهم ليل الأحد الإثنين.

حذّر المجلس العسكري الحاكم في النيجر من "أي مغامرة عسكرية" للتدخل في البلاد، مؤكدًا أنّها ستكون كارثة على الاستقرار والوحدة في المنطقة، وذلك مع انتهاء المهلة التي حدّدتها لهم الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) لتسليم السلطة أو مواجهة تدخّل عسكري.

وقال "المجلس الوطني لحماية الوطن" في النيجر إنّ هناك انتشارًا مسبقًا لقوات في بلدين وسط إفريقيا "استعدادًا لتدخل عسكري في بلدنا"، دون تحديد هذين البلدين، محذرًا من أن "أي دولة مشاركة سيتم اعتبارها طرفًا في القتال".

كما أعلن المجلس العسكري الحاكم إغلاق المجال الجوي للبلاد، متهمًا "دولة أجنبية عظمى" بالإعداد لما وصفه بـ"عدوان" على بلده.

وكانت "إيكواس" أمهلت العسكريين في 30 يوليو/ تموز الماضي أسبوعًا لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى منصبه، واتفقت على اتخاذ إجراء عسكري، بما في ذلك تحديد موعد ومكان التدخّل، إذا لم يتمّ الإفراج.

لا نية للتراجع

ومع انتهاء المهلة منتصف ليل الأحد الاثنين (23:00 ت غ)، لم يُبد الانقلابيون الذين تولوا السلطة في 26 يوليو، أي نية في التراجع.

وقال العسكريون، في بيان: "في مواجهة التهديد بالتدخّل الذي بدأت تتّضح معالمه انطلاقًا من استعدادات البلدان المجاورة، أُغلق المجال الجوي للنيجر اعتبارًا من اليوم الأحد (...) أمام جميع الطائرات وحتى إشعار آخر".

وأضاف البيان أن أي محاولة لخرق المجال الجوي ستواجه "برد قوي وفوري".

وأكد موقع "فلايت رادار 24" لتتبّع الرحلات الجوية أنّ لا طائرات تحلق في أجواء النيجر في وقت مبكر الإثنين.

اعتصامات داعمة للعسكر

وأمس الأحد، توافد الآلاف من أنصار المجلس العسكري على استاد رياضي في العاصمة نيامي للتعبير عن ترحيبهم بقرار عدم الإذعان للضغوط الخارجية، والتراجع عن الانقلاب.

وتعهّدوا بالمقاومة إذا لزم الأمر لدعم الإدارة العسكرية الجديدة، لكن دون اللجوء للعنف.

وقاد المنظمون هتافات "تحيا النيجر" و"تسقط فرنسا، تسقط إيكواس"، ولوّحوا بأعلام النيجر وروسيا وبوركينا فاسو، وبدا أن الكثير من المشاعر معادية لـ"إيكواس" وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة التي قالت السبت إنّها ستدعم جهود إحباط الانقلاب، دون تحديد ما إذا كان ذلك يتضمن المساعدة العسكرية.

ووصل أعضاء من "المجلس الوطني لحماية الوطن" إلى الملعب في قافلة سيارات رباعية الدفع واستقبلهم الحشد بحرارة.

وتحدث الجنرال محمد تومبا، الرجل الثالث في المجلس العسكري، أمام الحشد للتنديد "بمن يتربصون في الظل" والذين "يخططون لتخريب مسيرة النيجر إلى الأمام"، مضيفًا: "نحن على علم بخطتهم الميكيافيلية".

مخاوف وانتقادات

وأثار تعهّد "إيكواس" بالتدخّل العسكري مخاوف من تفجّر مزيد من الصراع في منطقة، تُواجه بالفعل حركات جهادية أدت لمقتل الآلاف وأجبرت الملايين على الفرار.

وبرزت انتقادات في نيجيريا التي تتولى حاليًا رئاسة "إيكواس" وتُعدّ من أبرز أركانها. وحضّ سياسيون كبار في نيجيريا الرئيس بولا تينوبو على إعادة النظر في التهديد بالتدخل عسكريًا.

ودعا مجلس الشيوخ النيجيري "رئيس جمهورية نيجيريا إلى تشجيع القادة الآخرين في المجموعة على تعزيز الخيارات السياسية والدبلوماسية".

كما نصح أعضاء في مجلس الشيوخ من ولايات في شمال نيجيريا التي تتشارك سبع منها حدودًا مع النيجر، بعدم التدخل قبل استنفاد جميع الخيارات الأخرى.

ووفق دستور البلاد، لا يمكن للقوات النيجيرية المشاركة في عمليات خارج الحدود من دون مصادقة مجلس الشيوخ، باستثناء حالات "التهديد الداهم أو الخطر" على الأمن القومي.

وكان تينوبو حضّ هذا الأسبوع على إيجاد "حلّ شامل وودّي للوضع في النيجر".

كما حذّرت الجزائر من أي تدخل عسكري في جارتها الجنوبية الشرقية التي تتشارك معها حدودًا بطول ألف كيلومتر.

وشدّد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقابلة تلفزيونية مساء السبت، على أنّ "التدخل العسكري لا يحل أي مشكلة بل يؤزم الأمور. الجزائر لن تستعمل القوة مع جيرانها".

وفي الأيام الأخيرة، أجلت عدة دول أوروبية مئات من رعاياها من النيجر.

وقالت الحكومة الإيطالية أمس الأحد، إنّها قلّصت عدد قواتها في النيجر لتوفير مكان في قاعدتها العسكرية هناك لمدنيين قد يحتاجون إلى الحماية في ظل وضع أمني هشّ.

كما شدّد رئيس ساحل العاج الحسن وتارا على "ضرورة استعادة النظام الدستوري" و"السماح للرئيس بازوم المنتخب ديموقراطيًا بأنّ يُمارس مهامه بحرية".

ويعتبر هذا أول موقف رسمي لساحل العاج، يدعم ضمنيًا مساعي إعادة بازوم إلى السلطة، بما في ذلك استخدام القوة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close