السبت 16 نوفمبر / November 2024

مقاطعة التيار الصدري للحكومة العراقية الجديدة.. ما جدوى الخطوة ودلالاتها؟

مقاطعة التيار الصدري للحكومة العراقية الجديدة.. ما جدوى الخطوة ودلالاتها؟

شارك القصة

نافذة ضمن "الأخيرة" تسلط الضوء على تداعيات رفض التيار الصدري المشاركة في الحكومة الجديدة (الصورة: غيتي)
زعيم التيار الصدري يوصي بعدم تحوّل العراق إلى "ألعوبة بيد الأجندات الخارجية"، ويرفض المشاركة قطعًا بالحكومة التي يقودها السوداني.

كشفت مصادر مقربة من رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد شياع السوداني عن تواصله مع جهات سياسية معارضة لتشكيل حكومته، وذلك في الوقت الذي شدد فيه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على رفضه المشاركة في التشكيل الحكومي المرتقب.

ويعيش العراق على وقع أزمة سياسية متفاقمة منذ أشهر، إلا أنّ الطبقة السياسية توصلت مؤخرًا إلى تفاهمات أدت إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد وتكليف السوداني لتشكيل حكومة جديدة.

ووفق تصريحات نقلها صالح محمد العراقي المعروف بـ"وزير الصدر"، فقد شدد على رفض التيار "القاطع والواضح والصريح" لاشتراك أيّ من التابعين أو المحسوبين على التيار الصدري في التشكيلة الحكومية العراقية التي يترأسها السوداني.

وحسب العراقي، فإن الصدر "يوصي بعدم تحوّل العراق إلى ألعوبة بيد الأجندات الخارجية وألا يتحول السلاح إلى الأيادي المنفلتة وألا تتحول أموال الشعب إلى جيوب وبنوك الفاسدين".

والخميس، تسلم السوداني مرشح قوى "الإطار التنسيقي" في العراق خطاب تكليفه رسميًا من رئيس الجمهورية المنتخب من قبل مجلس النواب في اليوم نفسه عبد اللطيف رشيد، لتشكيل حكومة جديدة في غضون 30 يومًا، وفق ما ينصّ عليه دستور البلاد.

تحريك الشارع "ورقة غير ناجحة"

وتعليقًا على موقف التيار الصدري من التشكيل الحكومي، يرى رئيس مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية محمد العكيلي أن "لا أحد يعرف طبيعة الموقف" الذي يتبناه التيار الصدري من العملية السياسية.

ويعتبر في حديث إلى "العربي"، من بغداد، أنّ اللجوء إلى تحريك الشارع واستخدامه للضغط على القوى السياسية "ورقة غير ناجحة" على المستويين السياسي والشعبي، باعتبار أنّ الجمهور يرى في ذلك استنزافًا لإمكانيات الدولة وخسائر في صفوفها.

ويشير العكيلي إلى أن ما أسماه بـ"سوء الإدارة" داخل التيار الصدري جعلته خارج قبة البرلمان العراقي، معتبرًا أن "الإصرار والعناد" في مسألة عدم المشاركة في الحكومة العراقية المقبلة "سيضر به كثيرًا".

ويوضح أنّ رئيس الحكومة المكلف هو مرشح من ائتلاف إدارة الدولة وليس فقط من قوى الإطار التنسيقي، مؤكدًا على ضرورة "انفتاح" التيار الصدري على مسألة التشكيل الحكومي.

موقف التيار الصدري "لم يتغير"

من جانبه، يعتبر رئيس قسم الدراسات في مؤسسة الحقوق المدنية زياد العرار أنّ أسس موقف التيار الصدري "بنيت" قبل فترة من الانسحاب من المشهد، وأن موقفه لم يتغير.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من بغداد، إلى أنّ الموقف الأخير للتيار الصدري جاء لينفي ما روّج مؤخرًا من قبل شخصيات حكومية وسياسية، بأنّ التيار يوافق على المشاركة في حكومة السوداني عبر حوار "سري أو خاص".

ويرى أنّ التيار الصدري يعتبر أن تكليف السوداني تم بطريقة "توافقية وعبر المحاصصة" من قبل ائتلاف إدارة الدولة بالطريقة نفسها التي شكلت بها الحكومات السابقة، وهو لا يريد إعادة إنتاج الحكومات نفسها من دون تقديم أيّ إضافة للمواطن العراقي.

ويبيّن أن موقف التيار الصدري يقوم على "عدم المشاركة في عملية سياسية مخرجاتها معروفة مسبقًا"، وأنه سيتم توزيع المناصب الوزارية حسب المحاصصة السياسية وبتدخلات من زعماء المشهد السياسي في العراق.

وكان تحالف قوى "الإطار التنسيقي" قد اختار السوداني في 25 يوليو/ تموز الماضي مرشحًا لرئاسة الحكومة، الأمر الذي دفع بزعيم التيار الصدري إلى إعلان "اعتزاله" للعمل السياسي احتجاجًا على الانسداد الحاصل في المشهد السياسي.

ومنذ ذلك الحين يشهد العراق توترات واحتجاجات شعبية يقودها التيار الصدري رفضًا للعملية السياسية الجارية. وأعلن الصدر عن موافقته على الدخول في حوار وطني بشروط.

ومن المتوقع أن تُمرّر حكومة السوداني في مجلس النواب من دون عقبات تُذكر، في ظل غياب نواب "الكتلة الصدرية" الـ73 الذين أعلنوا استقالتهم من المجلس في 12 يونيو/ حزيران الماضي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة