يجتمع وزيرا الخارجية الفلسطيني والإسرائيلي بشكل منفصل اليوم الإثنين، بنظرائهما في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع دوري في بروكسل، لبحث آفاق "تحقيق سلام دائم" بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعوات لحل الدولتين.
ويأتي التحرك الأوروبي بعد تصريحات أثارت استغرابًا وغضبًا من الطرفين، أدلى بها مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، يوم الجمعة، عندما قال إنه يعتقد بأن إسرائيل "أنشأت" و"مولت" حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بهدف تقويض احتمال قيام دولة فلسطينية، مؤكدًا أن الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم في المنطقة هي في "فرض حل الدولتين من الخارج".
ودعا بوريل إلى البدء بخطوات ملموسة لتحقيق حلّ الدولتين، كما انتقد طريقة تعامل المسؤولين الإسرائيليين مع الفلسطينيين وحصرها في الوسائل العسكرية فقط، متسائلاً عن مدى نجاعة هذا الأسلوب.
مخاوف أوروبية
وتقول وكالة فرانس برس، إن "الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل وما أعقبه من رد عسكري عنيف ودام من جانب تل أبيب، أدى إلى إغراق الشرق الأوسط في دوامة اضطرابات جديدة، كما أجج المخاوف من نشوب توسع نطاق الحرب".
وتضيف: "ولكن في حين أن سفك الدماء يبدو أنه دفع أي أمل بحل طويل الأمد للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني بعيدًا أكثر، يصر مسؤولو الاتحاد الأوروبي على أن الوقت قد حان لبحث حل نهائي".
ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ27 أولًا مع نظيرهم الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ولاحقًا وبشكل منفصل مع نظيرهم الفلسطيني رياض المالكي. لكن من غير المتوقع عقد لقاء بين كاتس والمالكي، وفق فرانس برس. كما سيجتمع الوزراء الأوروبيون أيضًا إلى وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية.
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى توحيد موقفه حول قطاع غزة، في ظل رفض داعمين أقوياء لإسرائيل مثل ألمانيا مطلب الوقف الفوري لإطلاق النار الذي تقدمت به دول مثل إسبانيا وأيرلندا.
"رقصة باليه معقدة"
ووضع مسؤولون في الاتحاد الأوروبي شروطًا عامة "لليوم التالي" لانتهاء العدوان الحالي على غزة، رافضين أي احتلال إسرائيلي طويل الأمد وداعين إلى إنهاء حكم "حماس"، وإعطاء دور للسلطة الفلسطينية في إدارة القطاع.
ويعتقد التكتل المكوّن من 27 دولة، كما الولايات المتحدة، أن إنشاء دولة فلسطينية يبقى السبيل الوحيد القابل للتطبيق لضمان سلام دائم. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو تحدى الرئيس الأميركي، جو بايدن، برفض أي سيادة فلسطينية محتملة، قائلًا: إن "إسرائيل، يجب أن تحافظ على سيطرتها الأمنية على غزة".
واستبعد مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي في تصريحات للوكالة نفسها، أي توقعات بحدوث اختراقات في "رقصة الباليه المعقدة" للدبلوماسية اليوم الإثنين.
وقال: "الفكرة هي إجراء نقاش كامل مع جميع المشاركين، الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب، لتبادل وجهات النظر ومحاولة فهم مواقف الجميع بشكل أفضل".
وقبيل بدء المناقشات، فرض الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة عقوبات على ستة أشخاص لتمويلهم "حماس"، كما أدرج الاتحاد نفسه، الثلاثاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، على قائمة "الإرهاب"، علمًا بأن الاتحاد كان قد صنّف حماس منظمة "إرهابية"، كما تصنفه الولايات المتحدة وكندا وإسرائيل.
وحاول الاتحاد الأوروبي من وجهة نظره إيجاد "توزان" في نظرته لواقع الصراع، ففرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين في الضفة الغربية، التي واجهت قبل "طوفان الأقصى" اعتداء إسرائيليًا متواصلًا حتى اليوم، بتقويض الأراضي الفلسطينية، وعمليات الإعدام الميدانية، بشكل رسمي من تل أبيب.
البحر الأحمر
وفي مواجهة العنف المتصاعد في أنحاء المنطقة، قدمت دول الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع دعمًا مبدئيًا لإرسال قوة بحرية أوروبية للمساعدة في حماية السفن في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين اليمنيين.
وتضمن العرض إرسال ثلاث فرقاطات وتفويضها الدفاع عن السفن دون مهاجمة الحوثيين على اليابسة كما يفعل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يناقش اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي الإثنين هذه المهمة، لكن لا يتوقع إقرارها قبل الشهر المقبل. وأبدت هولندا وألمانيا وبلجيكا استعدادها للمساهمة بسفن حربية لهذه المهمة.