تعقد إسرائيل اليوم الثلاثاء اجتماعين "هامين"، الأول لمجلس الحرب الساعة السابعة مساء بتوقيت القدس، والثاني بعده بنحو ساعتين للكادر الموسع للكابنيت الأمني والسياسي، حسبما أفاد مراسل "العربي" في تل أبيب أحمد دراوشة.
وأشار إلى أن الاجتماعين سيناقشان "اليوم التالي"، وهو الاسم الذي تطلقه إسرائيل والولايات المتحدة على مصير غزة، والذي يتضمن نقاطًا عدة منها: من سيحكم القطاع بعد انتهاء الحرب؟ وكم ستستمر الحرب؟ وما شكل سيطرة الاحتلال الإسرائيلي التي يطالب فيها على تلك المناطق؟.
مراسلنا ذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امتنع الأسبوع الماضي عن نقاش هذا الأمر في مجلس الحرب الإسرائيلي، بعد اعتراض وزيري تيار الصهيونية الدينية بتسلإيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ما دفعه لتأجيل هذا النقاش إلى اجتماع الكابينيت الأمني والسياسي الموسع اليوم.
لكن نتنياهو، حسب مراسلنا غير رأيه مرة أخرى الليلة الماضية، وقرر أن يطرح هذا الأمر بداية على مجلس الحرب، ومن ثم في اجتماع الكابنيت الأمني والسياسي.
وأوضح أن بنيامين نتنياهو عادة وعلى ضوء نقص الخبرة الموجودة في الكابنيت الأمني والسياسي لدى معظم الوزراء، كان يميل إلى اتخاذ قرارات سواء في مجلس الحرب، أو بعد المشاورات الأمنية التي يعقدها مع قادة الجيش الإسرائيلي، ومن ثم يذهب إلى الكابنيت فقط للمصادقة على القرارات التي يجري اتخاذها.
ومنذ تشكيل مجلس الحرب الذي يرأسه نتنياهو، ويضم وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، تطرقت وسائل إعلام عبرية إلى وجود خلافات في أكثر من مناسبة بين نتنياهو وغالانت من جهة، ونتنياهو وغانتس من جهة أخرى، بشأنّ إدارة الحرب وملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
ملفات كثيرة لم تحسمها إسرائيل
وأوضح مراسل "العربي" أن النقاش يبدو أنه لا يقتصر فقط على اليوم التالي للحرب، إنما أيضًا على القطاع وعلى استمرار هذه الحرب، وحول الأفق الذي تدخله على قطاع غزة خلال الفترة المقبلة، خصوصًا أن صحيفة "هآرتس ذكرت اليوم أن إسرائيل لم تقرر حتى الآن شكل المنطقة العازلة التي تريد إنشاءها في قطاع غزة، لا مساحتها، ولا إذا كانت ستضم قواعد للاحتلال الإسرائيلي ثابتة يتحرك جيشها انطلاقًا منها.
وأشار إلى أن الأمور التي لم يحسمها الاحتلال بعد هي مسألة عودة النازحين الفلسطينيين الذين هجرهم الجيش الإسرائيلي من مناطق شمالي القطاع.
ولفت إلى أن عددًا من الفلسطينيين تمكنوا خلال الفترة الماضية من العودة إلى مناطق شمالي القطاع، لكن في أحيان كثيرة أطلق الاحتلال الإسرائيلي النار على العشرات منهم.
مراسلنا أضاف أن كل هذه المسائل لم يحسمها الاحتلال الإسرائيلي، ويبدو أنه يريد حسمها، أو على الأقل التقدم في نقاشها قبل وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي سيزور إسرائيل الخميس أو الجمعة.
وفيما أشار إلى أن جدول الزيارة الرسمي لم يعلن بعد، لفت إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يتوقعون أن تكون الزيارة في نهاية الأسبوع، وبالتالي تستعد إسرائيل لنقاش الأمور العالقة قبل أن يأتي بلينكن للبت فيها وليس حسمها.
والأحد قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عبر منصة "إكس": إنه "وفقًا لتقييم الوضع، وتطور القتال في قطاع غزة، قرر الجيش تسريح 5 ألوية قتالية من المعركة البرية في القطاع، تتمثل في لواء الاحتياط 551، ولواء 14، وثلاثة ألوية تدريب".
وفي 21 ديسمبر/ كانون الأول المنصرم انسحب مقاتلو لواء "غولاني" من غزة، "ليلتقطوا أنفاسهم بعد تكبدهم خسائر فادحة"، وفق ما أورده موقع "واللا" الإخباري و"القناة 12".