أكدت "كتائب القسام"، مساء الخميس، أن "وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أولوية بالنسبة لها"، مجددة موقفها الرافض لأي صفقة تبادل أو مفاوضات دون تحقق هذا الشرط.
وأعلن المتحدث باسم "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، أبو عبيدة في كلمة مسجلة أن مقاتلي الحركة تمكنوا من "تدمير أكثر من 825 آلية عسكرية بين ناقلة جند ودبابة وجرافة وشاحنة ومركبة، منذ بداية بدء العدوان البري" في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضاف أن "أولويتنا وقف العدوان على شعبنا في غزة ولا يتقدم عليه أي أولوية"، معبرًا عن الرفض لأي "صفقات تبادل أو طروحات قبل وقف العدوان على شعبنا بغزة بشكل كامل".
وكان القيادي بـ"حماس" أسامة حمدان، قال خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة اللبنانية بيروت قبيل دقائق من بث كلمة أبو عبيدة، إن حركته منفتحة على "أي مقترحات لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بشكل كامل ونهائي".
وقال حمدان إن "الحركة منفتحة على أي مقترحات لوقف العدوان بشكل كامل ونهائي على غزة، شعبنا لا يريد وقفًا مجتزأ ومؤقتًا بل كاملًا".
وتأتي تصريحات حمدان وأبو عبيدة بعد ساعات من إعلان مصري رسمي بشأن تقديم القاهرة إطار مقترح لإنهاء الحرب المتواصلة ضد قطاع غزة وحقن الدماء، والذي يتضمن 3 مراحل متتالية ومرتبطة معًا، تنتهي بوقف إطلاق النار.
المبادرة المصرية
وكانت مصر قالت عبر رئيس هيئة الاستعلامات ضياء رشوان، إنها "لم تتلق أي رد رسمي" من الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي إزاء مقترحها بشأن حقن الدماء في غزة ووقف العدوان.
وفي أكثر من مرة، اشترطت حركة "حماس" تحقيق وقف إطلاق النار الكامل في غزة، لبدء مسار مفاوضات تبادل الأسرى مع إسرائيل.
وجدد حمدان موقف حركته الرافض لأي مقترح لإدارة الشأن الفلسطيني، قائلًا: "هذا الشأن للفلسطينيين، ولن يقبل الشعب بقيادة تأتيه على دبابة إسرائيلية أو أميركية إنما يريد قيادة وطنية تحمل مشروع التحرير وتلتزم المقاومة لتحقيق الأهداف الوطنية".
من جانب آخر، ناشد حمدان تشكيل "جبهة عالمية تضم كل الدول الرافضة للعدوان على غزة، للضغط على إسرائيل والإدارة الأميركية للالتزام بوقف العدوان وإدخال المساعدات الطبية والإغاثية والوقود والغاز لجميع مناطق القطاع".
وطالب الدول بضرورة "اتخاذ مواقف أكثر حزمًا تجاه حكومة الاحتلال، التي ترى نفسها فوق القانون والمحاسبة".
كما دعا إلى "تكثيف الحراك التضامني مع غزة، خلال الأيام القليلة المتبقية من هذا العام"، لتكون "صرخة إنسانية للمطالبة" بوقف العدوان و"للتنديد" بدعم واشنطن لتل أبيب.
"تفاصيل اليوم التالي"
من الناحية الإسرائيلية، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مساء الخميس بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تراجع عن نقاش قضية "اليوم التالي" في غزة خلال اجتماع مجلس الحرب الليلة.
وكانت وسائل إعلام عبرية كشفت أن المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي، يعتزم مساء الخميس مناقشة تفاصيل "اليوم التالي من الحرب" في قطاع غزة، وسط معارضة وزيرين يمينيين.
وذكرت القناة "12" أنّ "مجلس الوزراء الحربي سيناقش مساء الخميس اليوم التالي من الحرب في غزة"، في إشارة إلى خطة تل أبيب المحتملة في القطاع بعد توقف الحرب الدائرة منذ أكثر من شهرين ونصف.
وأعلن حزبا "الصهيونية الدينية" بزعامة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، و"القوة اليهودية" بزعامة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، معارضتهما للمناقشة المذكورة بذريعة "عدم اختصاص المجلس".
وفي هذا الإطار، قال سموتريتش إن "مجلس الوزراء الحربي ليس مخولًا بمناقشة ما سيحدث في اليوم التالي من الحرب".
من جهته، لفت بن غفير إلى أنه "تم تفويض مجلس الوزراء الحربي بإدارة الحرب وليس لوضع سياسة لليوم التالي من انتهائها".
وقال: "مناقشة اليوم التالي من الحرب هو دور مجلس الوزراء السياسي والأمني (الكابينت)".
وهدد الوزيران وهما ليسا عضوين بالمجلس الحربي، في أكثر من مناسبة بالانسحاب من الحكومة وتفكيكها، في حال تم وقف الحرب على غزة، قبل القضاء على حركة "حماس" وتحرير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وفي تصريحات سابقة له، قال نتنياهو: "في اليوم التالي لحماس، يجب أن تكون غزة منزوعة السلاح.. وهناك قوة واحدة فقط يمكنها أن تكون مسؤولة عن ذلك، وهي الجيش الإسرائيلي. ولن أكون مستعدًا لأي ترتيب آخر".
كما أكد في أكثر من مناسبة، رفضه القاطع لتولي السلطة الفلسطينية مهام الحكم بقطاع غزة بعد الحرب.
وتتعارض تصريحات نتنياهو في هذا الشأن مع الموقف الأميركي، الذي عبر عنه الكثير من المسؤولين بمن فيهم نائبة الرئيس كاملا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، اللذان شددا في أكثر من مناسبة على أن واشنطن "حريصة على أن تسيطر السلطة الفلسطينية على غزة بعد الحرب".
وأثارت هذه السيناريوهات، خلافًا بين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن.