أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" اليوم الإثنين، أن أكثر من مليون فلسطيني "هجروا قسرًا" من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأوضحت الوكالة على منصة "إكس" أن "آلاف العائلات لجأت حاليًا إلى مرافق متضررة ومدمرة في خانيونس، حيث تواصل الأونروا تقديم الخدمات الأساسية رغم التحديات المتزايدة".
وشدّدت الوكالة على أن "التهجير القسري أبعد أكثر من مليون شخص عن رفح"، مشيرة إلى أن الظروف في المنطقة "لا يمكن وصفها".
وتضغط إسرائيل على وكالة "أونروا"، حيث صادق الكنيست الإسرائيلي، الأربعاء الماضي، بقراءة تمهيدية على مشروع قانون يلغي الحصانة والامتيازات الممنوحة للوكالة.
ولا يزال يتعين التصويت في الكنيست بـ3 قراءات إضافية لمصلحة مشروع القانون ليصبح نافذًا، وذلك ضمن ما تقول جهات فلسطينية وأممية ودولية إنها حملة إسرائيلية لتفكيك الأونروا وتصفية قضية اللاجئين.
في سياق آخر يتعلق بإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة الماضية، حول وجود "مقترح إسرائيلي" من 3 مراحل، يشمل وقفًا لإطلاق النار وتبادل الأسرى وإعادة إعمار غزة، من المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، لبحث الصفقة.
ويأتي اللقاء بعدما هدّد بن غفير، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، ووزير المالية بتسالي سموتريتش، مساء السبت، بالانسحاب من الحكومة وحلها إذا وافق نتنياهو على الصفقة التي أعلن عنها بايدن، وقال إنها مقترح إسرائيلي.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن نتنياهو وبن غفير سيجتمعان اليوم الإثنين، لبحث تفاصيل الصفقة المتبلورة، على خلفية التهديدات بحل الحكومة".
وأضافت أن حزب "القوة اليهودية" سيجتمع لاحقًا لمناقشة التطورات بشأن الصفقة.
ولم تعلن الحكومة الإسرائيلية موافقتها الواضحة على الصفقة التي أعلن عنها بايدن.
"استسلام إسرائيل"
وقال بن غفير، في منشور عبر منصة "إكس": "الصفقة كما نشرت تفاصيلها تعني نهاية الحرب واستسلام (إسرائيل) أمام حماس".
وأضاف: "إذا نفذ رئيس الوزراء الصفقة غير شرعية بموجب الشروط المنشورة، والتي تعني نهاية الحرب، فإن عوتسما يهوديت (الحزب الذي يتزعمه) سيحل الحكومة".
بدوره، قال سموتريتش، في منشور عبر منصة إكس: "تحدثت الآن مع رئيس الوزراء (نتنياهو) وأوضحت له أنني لن أكون جزءًا من حكومة توافق على الخطوط العريضة المقترحة وتنهي الحرب دون تدمير حماس وإعادة جميع المحتجزين".
وأضاف: "لن نوافق على إنهاء الحرب قبل تدمير حماس، ولا إلحاق ضرر جسيم بإنجازات الحرب حتى الآن من خلال انسحاب الجيش الإسرائيلي وعودة سكان غزة إلى شمال قطاع غزة، ولا على إطلاق سراح جماعي للمعتقلين الفلسطينيين الذين سيعودون، لقتل اليهود".
مقترح لوقف النار من 3 مراحل
ومساء الجمعة، تحدث بايدن عن تقديم إسرائيل مقترحًا من 3 مراحل، يشمل وقفًا لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين وإعادة إعمار القطاع.
وعلى عكس ما جاء في خطاب بايدن، قال مكتب نتنياهو، إن الأخير "يصرّ على عدم إنهاء الحرب على قطاع غزة إلا بعد تحقيق جميع أهدافها".
من جهتها، قالت حركة حماس إنها ستتعامل "بإيجابية مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق نار دائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وعودة النازحين وإنجاز صفقة تبادل جادّة للأسرى، وتكثيف الإغاثة".
ويأتي حديث بايدن عن هذا المقترح رغم رفض إسرائيل في وقت سابق مقترحًا آخر قدمته مصر وقطر، وأعلنت حماس موافقتها والفصائل الفلسطينية عليه في 6 مايو/ أيار الماضي.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها، برًا وبحرًا وجوًا، على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مخلفة 36,439 شهيدًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 82,627 آخرين.