لم توقف قوات الاحتلال الإسرائيلي من هجماتها على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة منذ نهاية مارس/ آذار الماضي، وحتى اليوم، إذ جعل الوضع في وسط وجنوبي القطاع من سيئ إلى أسوأ، وفقًا لتصريحات وكالات الأمم المتحدة.
وبحسب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، فقد أضطر أكثر من مليون شخص إلى الفرار مرة أخرى بحثًا عن الأمان الذي لم يجدوه أبدًا.
وأضاف لازاريني أنّ جميع ملاجئ وكالة الأونروا الـ36 في مدينة رفح أصبحت فارغة الآن، مؤكدًا أيضًا أن الوكالة اضطرت إلى وقف خدماتها الصحية والخدمات الحيوية الأخرى في المدينة.
نقص كبير في المواد
أما عن خانيونس، فقد أكد لازاريني أن عمليات الأونروا جرى استئنافها في المدينة على الرغم من الأضرار التي لحقت بجميع منشآت الوكالة الأممية.
وشدد أيضًا، أنه سمح للوكالة بالوصول إلى ما يقل عن 450 شاحنة في الأسابيع الثلاثة الماضية لدعم العملية الإنسانية.
ولفت المفوض العام للوكالة الأممية إلى أن هذا الأمر لا يكفي، وسط احتياج القطاع إلى أكثر من 600 شاحنة يوميًا من السلع التجارية والوقود والإمدادات الإنسانية.
"الوضع كارثي" في غزة ورفح
وتعليقًا على قرار وكالة "الأونروا"، قال رئيس منظمة عدالة وحقوق بلا حدود، فرانسوا دوروش، إنّ الوضع الإنساني يتفاقم في مدينتي غزة ورفح في كل ساعة مع استمرار القصف والعنف الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن هذا الشعب يعيش وضعًا لا يطيقه أحد.
ولفت دوروش في حديث مع "العربي" من باريس إلى أنّ العائلات التي وجدت ملاذًا لها في مدينة رفح تواجه الآن القصف ونقص المياه والأدوية والغذاء، مشددًا على أن هؤلاء خسروا كل شيء.
وأشار إلى أن ما تعيشه غزة "مأساة إنسانية لا سابق لها"، معتبرا أن الوضع كارثي وسط صعوبة في إيصال المساعدات الإنسانية مع استمرار استهداف القصف الإسرائيلي لقوافل وكالة الأونروا بشكل مباشر.
وأوضح أنهم لا يستطيعون "إيصال المساعدات في الوقت الحالي من غذاء ومياه حيث يتم استهدافها من قبل جيش لا إيمان له ولا قانون".
وشرح دوروش أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا بتحقيق وقف إطلاق نار فوري ودائم كي تصل المساعدات الإنسانية، مع السماح لطواقم الأونروا بالعمل في ظروف مقبولة.