منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة تتردّد على المسامع جملةٌ خاصة مع استمرار تصاعد وتيرة الحرب على القطاع، وهي "الجميعُ شهداءُ مع فارق التوقيت".
فقد تعددت أساليب الموت في غزة بسبب وحشية آلة القتل الإسرائيلية، التي لم تستثن الفرق الإغاثية والكوادر الطبية بهدف حرمان الفلسطينيين من كل أسباب الحياة.
فمعظم مشاهد الموت في هذه الحرب موثّقة بالصوت والصورة، وهو ما أعطى للقصص المنقولة بعدًا أكثر إيلامًا من القصص التي نسمعها وتتناقل أخبارها، وبينما قد تعتقدون أنّ لإجرام الاحتلال حدًّا يقف عنده إلا أنه في كل مرةٍ نتفاجأُ أن المشهد أقسى.
أصحاب التكية أصبحوا شهداء
فمنذ بداية الحرب، يواصل الآلافُ من سكان غزة النزوح من شمال القطاع إلى الجنوب أو العكس هربًا من الغارات الجوية والاجتياح البري والقصف الإسرائيلي المتواصل، وهو ما جعل احتياجات النازحين إلى الطعام والغذاء أصعب.
لا سيما مع غياب وتوقُّف عمل المنظمات الإنسانية، فكان لا بد من اللجوء إلى المبادرات الفردية التي ساعدت إلى حد كبير في تأمين ما يحتاجه الناس بالقدر المستطاع.
ومن بين المبادرين عبود وطارق وحمزة، 3 شبّان قرروا العمل على إعداد وجبات الطعام لتوزيعها على النازحين لمساعدتهم في إيجاد الغذاء.
إلا أن الاحتلال الإسرائيلي كان لهؤلاء الشبان الفلسطينيين بالمرصاد، لترتقي أرواحهم بعد أن استهدفتهم طائرات الاحتلال واستشهدوا جميعًا.
استشهاد موثق بالفيديو
أما مشهد موت الشبان الثلاثة، فوثق بفيديو حيث كان عبود وطارق وحمزة يعدون الطعام كالعادة، إلا أن الطائراتِ الإسرائيليةَ أبت أن تتركهم يكملون عملهم اليومي الذي اختاروا القيام به مع استمرار الحرب، فكان الموت بانتظارهم.
وعلق الصحفي الفلسطيني ماهر شاويش على الفيديو كاتبًا: "هذه ليست حربًا هذه إبادة جماعية وتطهيرٌ عرقي ممنهج ومدروس، ومقدمة وتمهيد لهدف التهجير بعد ضرب كل البُنى التحتية وكل عوامل الصمود للبيئة الحاضنة للمقاومة".
وتابع في مدونة على "إكس": "ما يجري غير مسبوق تاريخياً في الإجرام! تجريفٌ بكل ما تعني الكلمة من معنى".
بدورها، كتبت الناشطة آسايا: "رحم الله عبد الرحمن وطارق وحمزة درويش.. لقد قتلهم الاحتلال وسط قطاع غزة، وكانت جريمتهم إطعام المحتاجين".
في حين علق عطية درويش متسائلًا: "ماذا فعلوا؟ ما ذنبهم؟ هذا السؤال الذي سيبقى بلا إجابة".