بعد مرور أسبوعين على الأزمة الفرنسية الإيطالية بشأن السفينة الإنسانية "أوشن فايكنغ"، أعلن وزراء الداخلية الأوروبيون في اجتماعهم في بروكسل أمس الجمعة، الموافقة على خطة عمل سعيًا منهم إلى "عدم تكرار هذا الوضع".
ويأتي الاجتماع الذي عُقد في بروكسل بطلب باريس، في أعقاب الأزمة الأخيرة مع روما حول سفينة "أوشن فايكينغ" التي كان على متنها 234 مهاجرًا. وقد رست السفينة في نهاية المطاف في فرنسا في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني "بشكل استثنائي"، بعدما رفضت الحكومة الإيطالية اليمينية بقيادة جورجيا ميلوني استقبالها.
وقالت باريس إن ألمانيا وعددًا من الدول الأوروبية ستشارك في إيواء المهاجرين وفاءً بالتزاماتهم الدولية، في حين سيتم ترحيل من لا يستوفون شروط طلب اللجوء في أوروبا.
"حرب كلامية" بين قادة #فرنسا و #إيطاليا بسبب سفينة "أوشن فايكنغ"#العربي_اليوم تقرير: أحمد بوطاف pic.twitter.com/C587JaK5KY
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 11, 2022
وفي أعقاب الأزمة، كان دارمانين قد أشار إلى أن بلاده ستتخذ إجراءات صارمة لتعزيز الرقابة على الحدود مع إيطاليا.
ولدى وصوله إلى اجتماع الجمعة، كرّر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين أن فرنسا لن تستقبل طالبي اللجوء الذين يصلون إلى إيطاليا، ما دامت روما لا تحترم "قانون البحار".
"اجتماع إيجابي"
وتقترح خطة العمل الطارئة التي عرضتها المفوضية الأوروبية الإثنين وأيّدها الوزراء، 20 إجراءً، الهدف منها خصوصًا تعزيز التعاون مع دول مثل تونس أو ليبيا أو مصر من أجل منع عمليات المغادرة من أراضيها، وكذلك تكثيف عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
كما تنصّ خطّة العمل، على تحسين التنسيق وتبادل المعلومات بين الدول والمنظّمات غير الحكومية المعنية بإنقاذ المهاجرين في البحار. وتعتزم الخطّة "تعزيز المناقشات داخل المنظّمة البحرية الدولية" بشأن "مبادئ توجيهية للسفن التي تُنفّذ عمليات إنقاذ في البحر".
وأوضح الوزير الفرنسي أنّ "دول جنوب البحر الأبيض المتوسّط يجب أيضًا أن تفتح موانئها" لسفن إنقاذ المهاجرين "التي تُبحر في مياهها الإقليمية".
من جهته، قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارغريتيس شيناس، إنّ طريقة التعامل مع "أزمة سفينة أوشن فايكنغ كانت نوعًا من الارتجال". ووصف الاجتماع بـ"الإيجابي"، مضيفًا: "لدينا عشرين إجراء محددًا، واتّفاق سياسي مهم. الجميع ملتزم العمل على عدم إعادة تكرار هذا النوع من المواقف".
لكنّه أقرّ بأنّ "هذا ليس الحلّ النهائي"، داعيًا الدول الأعضاء إلى الدفع قُدمًا بالمفاوضات المتعلّقة بالإصلاحات في ملفّ الهجرة واللجوء في الاتحاد الأوروبي والمتعثّرة منذ أكثر من عامين.