أعنلت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، اليوم الثلاثاء، تسلم جثمان المواطن ماهر الجازي، ليتم دفنه في بلاده بعد تسليمه لذويه.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة، سفيان القضاة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن "الوزارة وبالتنسيق مع الجهات المعنية في المملكة تواصل جهودها للإفراج عن المواطنين الأردنيين مصلح العودات، وحسين النعيمات المحتجزين جراء حادثة إطلاق النار التي وقعت في الجانب الفلسطيني من جسر الملك حسين، الذي تسيطر عليه إسرائيل في الثامن من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري".
عملية "اللنبي"
وكان ماهر الجازي، وهو عسكري أردني متقاعد يعمل سائق شاحنة، قد أطلق النار على أمن المعابر الإسرائيلي لدى مروره بشاحنته على المعبر الذي يحمل من الجانب الإسرائيلي اسم اللنبي، فقتل 3 منهم قبل أن يُستشهد برصاص الأمن الإسرائيلي.
وأعلنت وزارة الداخلية الأردنية في تحقيق أولي عقب العملية، أنها "عمل فردي"، وعلى أثرها أُغلق المعبر الحدودي بين الجانبين بالاتجاهين، قبل إعادة فتحه أمام حركة السفر دون الشحن قبل أسبوع.
ويرتبط الأردن مع إسرائيل بثلاثة معابر حدودية هي الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي) وجسر الملك حسين (اللنبي) ووادي عربة (إسحاق رابين).
الشهيد ماهر الجازي
وماهر الجازي، من سكان منطقة الحسينية، في محافظة معان (جنوب)، وكان عبَر الجسر سائقًا لمركبة شحن تحمل بضائع تجارية من الأردن إلى الضفة الغربية، قبل تنفيذ العملية.
وهو أب لـ6 أبناء أكبرهم يبلغ من العمر 14 عامًا، وكان قد أوصل حمولة مياه معدنية معبأة قبل 8 أيام إلى المعبر، وعاد إلى الحسينية بانتظار فحص حمولته وتفريغها عند الجانب الإسرائيلي.
من ناحيته، ذكر موقع "حبر" الأردني، أنه مع بدء الحرب على غزة، تابع ماهر مثل بقية إخوانه مشاهد المجازر على نشرات الأخبار، ولم يبد أي نية لتنفيذ عملية، ولم يتحدث كثيرًا ولا يذكر أهله أنه شارك في أي من المظاهرات دعمًا لغزة، ولم يعرف عنه أنه صاحب فورة غضب على المستوى الشخصي.
"ردة فعل طبيعية"
وكانت عشيرة الحويطات الأردنية التي ينتمي إليها الشهيد، قد اعتبرت أن العملية نتيجة "الأعمال الشيطانية" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، ورأت أن ما حدث هو "ردة فعل طبيعية".
وأضافت في بيان: "الشهيد البطل ماهر - كما يعرفه الجميع - إنسان محب لبلده ووطنه، دمث الأخلاق نقي السريرة، لا تربطه أي صلة مع أي حزب أو تيار داخل الوطن وخارجه وليس لديه أي انتماءات سياسية أو حزبية.. بل هو الجندي المخلص لوطنه وقيادته حيث أفنى زهرة شبابه في القوات المسلحة الباسلة جنديًا من جنود الوطن المخلصين".
وتابعت: "إن ما قام به ابننا هو ردة فعل طبيعية لإنسان غيور على دينه ووطنه وعروبته تجاه الجرائم المتواصلة، التي يقوم بها المحتل الغاصب ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة ما يجري في غزة من قتل وتشريد وإبادة".
وشددت على أن "دم ابننا الشهيد ليس أغلى من دماء أبناء شعبنا الفلسطيني، ولن يكون شهيدنا هو آخر الشهداء، وليعلم الجميع أن قبيلة الحويطات وعلى مر التاريخ كانت ولا زالت السد المنيع الحاضر بصف الوطن وقيادته، مدافعة عنه مناصرة لقضايا أمتنا العربية والإسلامية شأنها شأن كل قبائل وعشائر الأردن الحبيب".