يواجه أهالي خانيونس كارثة بيئية غير مسبوقة، حيث تحوّلت خيامهم إلى مكب لمياه الصرف الصحي على طول شارع يشهد على حملة التخريب والتدمير الممنهجة التي ينفذها جيش الاحتلال طيلة أشهر عدوانه المستمر.
ويقول أحد سكان المنطقة إن الخيم جميعها امتلأت بمياه المجاري.
وتكافح الفرق التقنية لبلدية خانيونس بما تبقى لديها من وسائل، لإصلاح ما يمكن إصلاحه. لكن المهمة تبدو صعبة بسبب تدمير كلي للبنية التحتية لبلديات القطاع.
ويقول أحد العاملين إنهم يشتغلون بكامل طاقتهم لتخفيف المعاناة عن المواطنين، على الرغم من عدم توفر الإمكانيات اللازمة ومعدات الصيانة التي تساعدهم على العمل.
شبح الأمراض الفتاكة
ويؤكد النازحون أن التلوث الذي أحدثه تسرب مياه الصرف الصحي قد أضحى مصدر خطر حقيقي لهم ولأطفالهم. ويطالبون بتدخل الهيئات الصحية الدولية لإنقاذهم من شبح الأمراض الفتاكة.
ويناشد أحدهم ضرورة إيجاد حل للمجاري التي تمنعهم من العيش. ويقول آخر إن المجاري جلبت معها البعوض، الذي يمنعهم ويمنع أولادهم من النوم.
ولم يفرز العدوان الإسرائيلي المستمر منذ ثمانية أشهر هذه الأخطار الصحية فقط، بل تعيش أغلب مناطق القطاع وسط أكوام من النفايات التي قدرها المركز الفلسطيني للإعلام بأكثر من ربع مليون طن متسببة في الروائح وانتشار البعوض والأمراض المعدية.