ناقش قضايا خلافية بشأن غزة.. بلينكن يطالب إسرائيل بـ"قرارات صعبة"
طالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل الثلاثاء باتخاذ "قرارات صعبة" إذا أرادت تطبيع العلاقات مع مزيد من دول الجوار، وبدعم القادة الفلسطينيين الراغبين في التعايش مع الإسرائيليين حيث "ينبغي لسلطة فلسطينية تولي مسؤولية غزة".
وحط بلينكن في تل أبيب حيث أجرى محادثات مع الرئيس الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب، وذلك بعد جولة شملت دولًا عربية في المنطقة لبحث خطط حكم قطاع غزة مستقبلًا والاندماج في الشرق الأوسط.
تقييم الوضع في شمال غزة
ويشير مراسل "العربي" في القدس عدنان جان إلى أن بلينكن ناقش خلال لقاءاته عددًا من القضايا الخلافية ومنها دعوة الولايات المتحدة إسرائيل لضرورة السماح لسكان شمال قطاع غزة بالعودة لمنازلهم، لكن إسرائيل رفضت هذا الأمر وربطت حدوثه بإحراز تقدم في ملف الأسرى المحتجزين في غزة.
وأوضح جان أنه تم الاتفاق على إرسال وفد من الأمم المتحدة إلى شمال غزة للوقوف على أوضاع البنى التحتية وإمكانية عودة السكان إلى المنازل المدمرة، وطرح احتمال إنشاء بيوت مسبقة الصنع حيث سيستغرق إعادة الإعمار نحو عشر سنوات.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب أمس: "إنه توصل إلى اتفاق مع حكومة إسرائيل ليتولى فريق من الأمم المتحدة بقيادة سيغريد كاج، التي عُيّنت حديثًا منسقة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، مهمة تقييم في شمال القطاع لتحديد ما يلزم فعله قبل تمكن الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم هناك".
وأضاف بلينكن: "ثمة كثير من القضايا المهمة والمليئة بالتحديات يتعين التعامل معها، من بينها أمور مثل الذخائر التي لم تنفجر والفخاخ والمتفجرات الأخرى التي خلفتها حماس"، وحث إسرائيل على تقديم دعمهم الكامل لكاج.
كما طلب بلينكن من إسرائيل إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع عزة، بحسب مراسل "العربي"، الذي أشار إلى أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت أنه سيتم رفع عدد شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع يوميًا من 200 إلى 300 شاحنة.
وحثّ بلينكن إسرائيل على تجنب إيذاء المدنيين وحماية البنية التحتية المدنية خلال الحرب في غزة.
خطة اليوم التالي للحرب على غزة
كما ناقش بلينكن مع المسؤولين الإسرائيليين خطة اليوم التالي للحرب على غزة، حيث تريد الولايات المتحدة توحيد الضفة الغربية مع غزة تحت إدارة السلطة الفلسطينية وهو ما ترفضه إسرائيل.
وأحجم بلينكن في مؤتمر صحفي في تل أبيب أمس عن تحديد كيفية رد نتنياهو ومجلس الحرب على مناشدته إقامة دولة فلسطينية، لكنه قال: إن إسرائيل سيكون عليها اتخاذ "قرارات وخيارات صعبة" لانتهاز الفرصة التي يتيحها التقارب الإقليمي.
وقال بلينكن: إن إسرائيل بحاجة إلى دعم القادة الفلسطينيين "الراغبين في قيادة تعايش شعبهم في سلام مع إسرائيل".
وأضاف: "ولا بد أن تتوقف إسرائيل عن اتخاذ خطوات تقوض قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم بكفاءة"، منتقدًا إفلات مستوطنين متطرفين من العقاب بعد ارتكابهم أعمال عنف في الضفة الغربية، وكذلك التوسع في المستوطنات وهدم منازل الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم.
وذكر بلينكن أنه ينبغي لسلطة فلسطينية "خضعت للإصلاح" أن تتولى في نهاية المطاف مسؤولية غزة إذا حققت إسرائيل هدفها المتمثل في القضاء على حماس التي تدير قطاع غزة منذ 2007، وفق رأيه.
واعتبر بلينكن أنه "لدى السلطة الفلسطينية أيضًا مسؤولية تتمثل في إصلاح هيكلها وتحسين حوكمتها"، مضيفًا أنه سيثير هذه القضايا مع محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية حينما يلتقيان في رام الله اليوم الأربعاء.