انطلاقًا من قناعة حقيقية بشعار "من المغرب لفلسطين، شعب واحد مش شعبين"، غادر الطبيب يوسف بو عبد الله عيادته في مدينة فاس للتطوّع في مستشفيات غزة، وإجراء العمليات الجراحية الدقيقة لأطفال القطاع.
ويتمتع أستاذ ورئيس قسم جراحة الأطفال في مدينة فاس المغربية البروفسور يوسف بو عبد الله بشعبية كبيرة، سواء بين مرضاه أو بين متابعيه في منصات التواصل الاجتماعي. وتلقى المقاطع التي ينشرها على حساباته في منصات التواصل تفاعلًا عربيًا كبيرًا.
وقرّر الطبيب المغربي البقاء في شمال غزة الذي تعرّض للتدمير، والذي لم تسلم مستشفياته من الاستهداف، بينما يعيش أهله مقتلة يومية، ويُواجه الأحياء منهم التجويع والتعطيش وآلام الإصابات.
ورغم الخطر المحدق به مع أهل قطاع غزة في كل لحظة، يُصرّ الطبيب المغربي على البقاء في شمال غزة.
وتلقى طريقة الدكتور بوعبد الله في التعامل مع مرضاه الصغار، تقديرًا من أهالي غزة ومتابعيه على مواقع التواصل.
وانتشرت له صور كثيرة وهو يلاعب من أصابتهم رصاصة غادرة، أو بُترت أطرافهم في محاولة للتخفيف عنهم. ويقول الطبيب المغربي: "نحن من نتشرّف بخدمة أهل غزة وليس العكس".
ورغم قتامة المشهد في غزة، تنتشر للطبيب المغربي بو عبد الله مقاطع فيديو يُحاول من خلالها إيصال صورة المأساة بطريقته الخاصة.
تفاعل كبير على مواقع التواصل
وتفاعل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير مع إصرار الطبيب على البقاء في غزة في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة.
ونشر الطبيب الفلسطيني مصطفى نعيم صورة له مع الطبيب المغربي بو عبد الله، وكتب: "هكذا هم شعب المغرب خلال هذه الحرب أثبتوا وقوفهم وتأييدهم المطلق للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية.. شارفت رحلة جرّاح الأطفال المغربي على الانتهاء ونسأل الله أن يتقبل منه عمله وإخلاصه، ونتمنى أن يحذو حذوه كل أطباء العرب وكل أحرار العالم وأن يقفوا بجانب الشعب الفلسطيني والمصابين والجرحى في قطاع غزة".
وكتبت فاطنة الإدريسي: "للتأكيد فقط البروفيسور بوعبدالله، كنا دائمًا ما نحتاجه لعمليات جراحية مستعصية بالمغرب ولم يتردد يومًا في خدمة أبناء شعبه، مضيفة: "وليداتك بالمغرب الحبيب ينتظرونك أستاذ يارب يحفظك وذريتك".
أما ماجدة فدوّنت: "اللهم احفظه، رفعت رؤوس المغاربة يا دكتور، الله معك ومع إخواننا في فلسطين، والله يرحم من ربّاك".
وتساءلت فاطمة الزهراء سليماني: "أين هي الصحافة المغربية من هذا الرجل العظيم.. هذا هو المؤثّر الذي يجب الافتخار به..حفظك الله دكتور والله يرجعك سالمًا غانمًا لبلدك".