أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء أن إلغاءه زيارة كان من المقرر أن يقوم بها كبار مساعديه لواشنطن هذا الأسبوع يهدف إلى توجيه رسالة لحماس بأن إسرائيل لن ترضخ للضغوط الدولية المتزايدة لوقف الحرب في غزة.
وقال في تصريحات مصورة خلال اجتماع مع السناتور الأميركي ريك سكوت الذي يزور إسرائيل: "لقد كانت رسالة أولًا وقبل كل شيء إلى حماس: لا تراهنوا على هذا الضغط، فهو لن يجدي"، حسب قوله.
ولاحقًا، قال مسؤول أميركي، إن إسرائيل تريد تحديد موعد جديد لإرسال وفد إلى واشنطن للبحث في الهجوم المحتمل على رفح في قطاع غزة، بعد أيام من إلغاء زيارة إسرائيلية مقرّرة احتجاجًا على قرار الأمم المتحدة المطالب بوقف إطلاق النار.
وأوضح المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية لوكالة "فرانس برس" طالبًا عدم كشف اسمه أن "مكتب رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) قال إنه يرغب في تحديد موعد جديد للاجتماع المخصص لرفح. نحن ننسّق معه الآن لتحديد موعد مناسب".
"نتنياهو يعمل على إشعال الحرائق"
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن نتنياهو ما زال يراهن على التراخي الدولي، بُعيد اتخاذ قرار مجلس الأمن، لاستكمال مخططات الإبادة والتهجير ضد الشعب الفلسطيني.
وأوضحت في بيان صادر عنها، اليوم الأربعاء، أن "نتنياهو يعمل على إشعال الحرائق في ساحة الصراع والمنطقة والعلاقات الدولية وضرب أمنها واستقرارها جميعًا، لكسب المزيد من الوقت للبقاء في الحكم واستكمال حرب الإبادة ضد شعبنا وإطالة أمدها وتعميق نتائجها الكارثية".
وأشارت الوزارة في بيانها إلى أنه بات يمثل فتيل تفجير متواصل في ساحة الصراع والمنطقة برمتها، بما في ذلك التصعيد الإسرائيلي الحاصل في الضفة الغربية على يد قوات الاحتلال والمستعمرين الذي يخلّف باستمرار المزيد من الشهداء والدمار كما حصل في جنين صباح هذا اليوم، وبما يؤدي إلى تغييب لغة العقل والمفاوضات والعمل السياسي والدبلوماسي.
4 شهداء بينهم طفلتين وسيدة جراء قصف إسرائيلي على وسط مدينة #رفح جنوبي قطاع #غزة.. مزيد من التفاصيل مع مراسل العربي أحمد البطة@Bata99m pic.twitter.com/jKFBWDlVY9
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 27, 2024
وأوضح البيان أن هذا يكرس منطق القوة الغاشمة والمهيمنة ودوامات الحروب والعنف والصراع، خاصة أن اليمين الإسرائيلي يتغذى على تلك الدوامات ويجدها ترجمة لأيدولوجيته الظلامية.
ولفتت الوزارة إلى أن هناك إمعانًا إسرائيليًا رسميًا في رفض أية خطط أو رؤى سياسية لحل الأزمة، ورفض ما يصدر عن المجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية من قرارات وأوامر، ورفض الحديث عن اليوم التالي للحرب، وإمعانًا في رفض القبول بالدولة الفلسطينية المستقلة كمدخل لحل الصراع وتحقيق أمن المنطقة والعالم واستقرارهما.
وأردفت الوزارة، أن نتنياهو يحاول الاختفاء بمصالحه خلف ردود فعله المتشنجة على قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، ويفتعل فتح صفحة ساخنة مع الإدارة الأمريكية لأشغال الساحة الداخلية الإسرائيلية والعالم بتوترات مختلقة لخدمة بقائه في السلطة وتحقيق مصالح اليمين الحاكم والمتطرف في تدمير كامل قطاع غزة وتفريغه من سكانه.
وأكدت الخارجية الفلسطينية في بيانها أنه في غمرة حرائق نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، تشهد رفح ومنطقتها والمستشفيات وآخرها مجمع ناصر الطبي وقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها وإعدام الأبرياء بالجملة بمن فيهم الأطفال وتعميق التجويع والتعطيش والحرمان من العلاجات والأدوية تصعيدًا خطيرًا في كل مناطق القطاع من شماله إلى جنوبه.
"آن أوان منع الإبادة في غزة"
وفي سياق متصل، رحبت منظمة العفو الدولية، الأربعاء، بتقرير أممي خلص إلى ارتكاب إسرائيل "إبادة جماعية" في غزة، قائلة إنه "آن الأوان لمنع الإبادة وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بوقف فوري لإطلاق النار".
ومساء الثلاثاء، قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، في تقرير قدمته إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إن هناك "أسبابًا معقولة للاعتقاد بارتكاب إسرائيل جريمة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة".
وتعليقًا على ذلك، قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار، في بيان، إن التقرير الأممي "هام جدًا ويجب أن يشكل دعوة ضرورية لتحرك الدول".
وأكدت أن دول العالم "ينبغي أن تفي بالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، وأن تتخذ تدابير ملموسة لحماية الفلسطينيين في غزة".
وقالت كالامار: "آن الأوان للتحرك لمنع الإبادة الجماعية، ويتعين على الدول الأخرى ممارسة ضغوط سياسية على الأطراف المتحاربة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار".