انتهى يوم آخر من العدوان على قطاع غزة بمزيد من الشهداء والجرحى، حيث يكثف الاحتلال غاراته الجوية والبرية على مختلف المناطق لليوم الـ321 على التوالي، في ظل مساعٍ للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، تبدو الآمال ضئيلة في الوصول إليه.
فقد استشهد 4 فلسطينيين بينهم طفل، وأصيب آخرون، مساء الخميس، في غارات شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على تجمعين للمواطنين ومخزنًا يؤوي نازحين في قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي في خانيونس، بوصول جثامين ثلاثة شهداء بينهم طفل، جراء غارة شنتها طائرات الاحتلال على تجمع للمواطنين في بلدة عبسان شرقي خانيونس جنوب القطاع.
كما أفادت مصادر محلية باستشهاد مواطن وإصابة آخرين في قصف من طائرات الاحتلال تجمعًا للمواطنين شرق حي الزيتون في مدينة غزة.
وشنت طائرات الاحتلال غارة على "بركس" يؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أسفر عن وقوع إصابات.
وأعلنت مصادر طبية ارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع منذ فجر الخميس، إلى 44 شهيدًا، إثر غارات الاحتلال على مناطق متفرقة.
غارات مكثفة
وكثّف الجيش الإسرائيلي عملياته في مناطق رفح وخانيونس في جنوب قطاع غزة، ودير البلح في وسطه، فيما يواجه السكان البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة كارثة إنسانية.
وزعم جيش الاحتلال أنه قام خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية بـ"تفكيك العشرات من مواقع البنى التحتية الإرهابية" و"تصفية أكثر من 50 إرهابيًا"، وفق مزاعمه، لكن أرقام وزارة الصحة الفلسطينية تشير إلى أن أغلب الضحايا هم من النساء والأطفال.
من جهته، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل عن "انتشال خمس شهداء وعدد من الجرحى نتيجة قصف إسرائيلي على منزل يعود لعائلة أبو شاب قرب دوار بني سهيلا شرق مدينة خانيونس"، تمّ نقلهم إلى مستشفى ناصر.
وأشار المتحدث إلى وقوع غارات في مخيمي النصيرات والمغازي (وسط). كما أفاد شهود بأن مواجهات اندلعت بين مقاتلين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية جنوب مدينة غزة (شمال).
نزوح نحو 90% من سكان غزة
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الخميس، إن ما يقرب من 90% من سكان قطاع غزة، نزحوا منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي منشور على منصة إكس، أوضحت المفوضية أنه لا يوجد مكان آمن في القطاع حاليًا.
وأضافت أنه تم دفع سكان غزة إلى مساحة ضيقة لا تعادل سوى عُشر مساحة القطاع.
وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربًا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.