لم يكتف جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف المدنيين وتجويعهم في قطاع غزة، بل يصرّ على الإبادة الجماعية بكافة أشكالها باستخدام المخلفات الحربية غير المنفجرة كسلاح صامت لقتل مزيد من المدنيين.
وقد كشف جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، عن استشهاد أكثر من 300 مواطن فلسطيني جراء هذا النوع من المخلفات الحربية الإسرائيلية.
استشهاد 90 طفلًا
ووفقًا للدفاع المدني فقد تسببت هذه المخلفات الحربية في استشهاد 90 طفلًا نتيجة عبثهم بمخلفات جيش الاحتلال الحربية التي توحي للوهلة الأولى أنها معلبات طعام.
ويتعمد جنود الاحتلال ترك هذه المعلبات قبل انسحابهم من المناطق التي ينفذون بها عمليات عسكرية لاستدراج المدنيين الجوعى وإيقاع مزيد من الضحايا الذين يعانون الجوع.
كما أكد الدفاع المدني أن العلب الصغيرة تنفجر بمجرد فتحها ما تسبب كذلك في بتر أطراف عشرات الأطفال وإصابتهم بجروح خطرة.
في الأثناء ووفقًا لمعطيات حكومية رسمية في غزة فإن الاحتلال ألقى قرابة 85 ألف طن من المتفجرات على القطاع ما دمر أكثر من 80% من البنية الحضرية و90% من البنية التحتية.
وتشير التقديرات إلى أن 17% من المقذوفات لم تنفجر وتعتبر مخلفات خطرة تهدد الحياة وقد يستمر خطرها سنوات إذا لم يسمح بإدخال معدات وخبراء لتطهيرها بعد انتهاء العدوان.
نصائح هامة
وضمن هذا السياق، أكد محمد المغير، مدير الإمداد في الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، أنه "خلال انتشال عدد من الشهداء، جرى رصد بقايا أطعمة معلبة متنوعة تحتوي على مواد متفجرة. وعند فتحها في بيوتهم، تعرضوا للقتل أو بتر الأطراف".
واسترجع المغير في حديثه للتلفزيون العربي، حادثة وقعت في غزة، حينما جمع طفل عددًا من تلك المعلبات وجلب أقرانه من الأطفال كي يأكلوها، وعند فتحها انفجرت، مما أسفر عن استشهاد خمسة أطفال وإصابة آخرين.
ونوه المغير إلى أن هناك مخلفات من الأسلحة الإسرائيلية لم تنفجر في غزة، وخاصة في المناطق التي انسحب منها الاحتلال، وهي الآن تهدد حياة الأهالي هناك.
وأردف: "هذه الأسلحة يحظر الاقتراب منها، ويجري وضع إشارة حولها لمنع الاقتراب منها، حيث قد تنفجر خلال أول 48 ساعة من تركها".
وأشار المغير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي عمد إلى تحييد طواقم شرطة التخلص من مخلفات الأسلحة في غزة عبر استهدافهم.
وقدم المغير نصائح بعدم الاقتراب من المخلفات التي تركها الاحتلال خلفه.
ودعا الأهالي في غزة للتواصل على الرقم 102 لطلب رفع هذه المخلفات عبر الاستعانة بالمنظمات الدولية من أجل نزعها ومنع انفجارها.
