هاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، متهمًا إياها بالسعي لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا، وتأجيج نزاعات في مناطق أخرى حول العالم.
وقال بوتين في خطاب ألقاه في مؤتمر موسكو للأمن الدولي: "يظهر الوضع في أوكرانيا بأن الولايات المتحدة تحاول إطالة أمد هذا النزاع. ويتصرّفون بالطريقة ذاتها إذ يثيرون احتمال اندلاع نزاعات في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية".
وأضاف الرئيس الروسي الذي أعلن قبل ستة أشهر تقريبًا شن حرب على الجارة أوكرانيا، أن "المغامرة الأميركية المرتبطة بتايوان ليست مجرّد رحلة فردية لسياسة لا تتحلى بالمسؤولية، بل هي جزء من استراتيجية لها أهداف تتبعها الولايات المتحدة عن وعي لزعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى في المنطقة والعالم"، على حدّ وصفه.
"استفزاز مخطط بدقة"
ولفت في هذا السياق إلى زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان هذا الشهر، واصفًا إياها بأنّها استفزاز "مخطط بدقة".
وكانت زيارة بيلوسي قد أثارت حفيظة بكين عبر زيارة تايوان في وقت سابق هذا الشهر، ما دفع الصين إلى إجراء مناورات جوية وبحرية غير مسبوقة زادت من احتمال اندلاع نزاع.
واعتبر بوتين أن الدول الغربية تسعى لمد "نظام شبيه بحلف شمال الأطلسي" إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وتعرضت علاقات روسيا مع الغرب لتدهور حاد منذ أن أرسلت موسكو عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، في ما وصفته بأنه "عملية عسكرية خاصة".
ورد الغرب بفرض عقوبات اقتصادية ومالية ودبلوماسية غير مسبوقة، بما في ذلك تجميد حوالي نصف احتياطيات روسيا من الذهب والعملات الأجنبية، التي كانت تقترب من 640 مليار دولار قبل بداية العملية العسكرية.
كما لعبت الأسلحة الأميركية في ساحة المعركة بأوكرانيا دورًا في التصدي لروسيا، ولا سيما أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجهز لحزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، تعد واحدة من أكبر صفقات التسليح إلى الآن، حيث من المتوقع أن تبلغ قيمتها مليار دولار وتشمل ذخائر لأسلحة بعيدة المدى ومركبات نقل طبية مدرعة.
شويغو: لسنا بحاجة لاستخدام النووي
من جانبه، أشار وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، اليوم الثلاثاء في كلمة له بمؤتمر موسكو الدولي للأمن، إلى أن بلاده ليست بحاجة إلى استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا.
ولفت إلى أن عمليات الجيش الأوكراني تخططها الولايات المتحدة وبريطانيا، وأن حلف شمال الأطلسي زاد من نشر قواته في شرق أوروبا ووسطها "عدة مرات".
ومطلع الشهر الجاري، حذّرت روسيا من استخدام ترسانتها النووية ردًا على "عدوان مباشر" من جانب دول حلف شمال الأطلسي، وذلك في مؤتمر لحظر الانتشار النووي في الأمم المتحدة.
ورفض الدبلوماسي الروسي ألكسندر تروفيموف "التكهنات بأن روسيا تهدد باستخدام الأسلحة النووية، خاصة في أوكرانيا"، قائلًا إنها "لا تستند إلى أي أساس على الإطلاق ومنفصلة عن الواقع وغير مقبولة".
وينبع التخوف الدولي، بعدما وضع بوتين في الأيام الأولى لانطلاق الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، قوات الردع في روسيا التي تشمل الأسلحة النووية، في حالة تأهب قصوى.
لندن: الأسطول الروسي يجد صعوبات
في غضون ذلك، أكدت بريطانيا، اليوم الثلاثاء، أن الأسطول الروسي في البحر الأسود يجد صعوبات حاليًا في فرض سيطرة بحرية فعالة، إذ إن الدوريات تقتصر بشكل عام على المياه القريبة من ساحل شبه جزيرة القرم.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة مخابراتها اليومية على تويتر إن أسطول البحر الأسود لا يزال يستخدم صواريخ كروز طويلة المدى لدعم الهجمات البرية لكنه يحتفظ بموقف دفاعي.
وأضافت النشرة أن فعالية أسطول البحر الأسود المحدودة تقوض من إستراتيجية الهجوم الروسي الشاملة بسبب تحييد التهديد البرمائي لأوديسا إلى حد بعيد الآن.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حذر الإثنين، من خطر حدوث كارثة نووية بعد القصف الذي تعرضت له الأسبوع الماضي محطة زابوريجيا النووية الأكبر في أوروبا والواقعة في جنوب أوكرانيا، مطالبًا بفرض المزيد من العقوبات على روسيا.