الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

ارتفاع حصيلة شهداء العدوان.. مجلس الأمن يدعو إلى هدنات إنسانية في غزة

ارتفاع حصيلة شهداء العدوان.. مجلس الأمن يدعو إلى هدنات إنسانية في غزة

شارك القصة

يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف
يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف - غيتي
أكدت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال لم يعثر على أي عتاد أو سلاح بمستشفى الشفاء، موضحة أنها لا تسمح بالأساس بوجود أسلحة في المستشفيات التابعة لها.

للمرة الأولى منذ اندلاع العدوان على غزة، خرج مجلس الأمن الدولي عن صمته، داعيًا اليوم الأربعاء إلى "هدنات وممرات إنسانية" في قطاع غزة.

ودعا القرار الذي أعدته مالطا، وأيده 12 عضوًا مقابل امتناع ثلاثة أعضاء عن التصويت (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا) إلى "هدنات وممرات إنسانية واسعة النطاق وعاجلة لعدد كاف من الأيام"، لإفساح المجال أمام إيصال المساعدة الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة.

ومنذ 40 يومًا يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا على غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف فضلًا عن تدمير واسع في المباني والبنى التحتية.

إسرائيل ترفض قرار مجلس الأمن

ورفضت وزارة خارجية الاحتلال القرار الأممي، وقالت إنها لن تطبقه وستستمر بعملياتها في غزة، حسبما قال مندوب فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور.

وقال منصور، في كلمة له خلال جلسة مجلس الأمن: إن "الهدف الأول من القرار حماية المدنيين والجرحى وتوفير سبل الحياة لهم".

وأضاف: "القرار لم يدن الاعتداءات العشوائية التي تشنها إسرائيل على المستشفيات والمدنيين".

وتابع قائلًا: "لا شيء يبرر جرائم الحرب والانتهاكات ضد الإنسانية التي تقوم بها إسرائيل".

ارتفاع حصيلة الشهداء واقتحام مجمع الشفاء

وتأتي دعوة مجلس الأمن فيما ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 11500، وسط تكثيف الاحتلال غاراته واقتحامه مجمع الشفاء الطبي بعد أيام من الحصار والقصف.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان اليوم الأربعاء: "بلغ عدد الشهداء 11500، بينهم 4710 أطفال، و3160 امرأة، وبلغ عدد شهداء الكوادر الطبية 200، كما استشهد 22 من رجال الدفاع المدني و51 صحافيًا، في حين بلغ عدد الإصابات 29800 إصابة، نحو 70% منهم من الأطفال والنساء".

وأضاف: "بلغ عدد المقرات الحكومية المدمرة 95، والمدارس 255، منها 63 خرجت عن الخدمة، أما عدد المساجد المدمرة تدميرًا كليًا وصل 74 مسجدًا، و162 مسجدًا تعرض للتدمير الجزئي، إضافة إلى استهداف 3 كنائس".

يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي
يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي - غيتي

وعن حصيلة المستشفيات المستهدفة، قال المكتب: "في ظل استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي على المستشفيات بشكل خاص، فقد خرج عن الخدمة 25 مستشفى، و52 مركزًا صحيًا، كما استهدف الاحتلال 55 سيارة إسعاف".

كما حذر المكتب من "عواقب توقف الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة غدًا الخميس، ما يساهم في إخفاء تام لكل جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال على مدار الساعة بحق المستشفيات والمنازل الآمنة وبحق 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة".

اقتحام مستشفى الشفاء الطبي

وتأتي هذه التطورات، بعدما اقتحم جنود إسرائيليون وهم يطلقون النار في الهواء مستشفى الشفاء في غزة فجر الأربعاء، وانسحبوا منه بعد ساعات طويلة من التفتيش والتدقيق في هويات الموجودين في المكان.

وفي تصريح خاص لـ"العربي"، أكد الطبيب خالد أبو سمرة من مجمع الشفاء الطبي "انسحاب قوات الاحتلال تمامًا من حرم مجمع الشفاء الطبي، لكن ما تزال تحاصره من الخارج".

وبعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه عثر على "ذخائر وأسلحة ومعدات عسكرية" في مستشفى الشفاء، أكدت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال "لم يعثر على أي عتاد أو سلاح" في المستشفى، موضحة أنها "لا تسمح بالأساس" بوجود أسلحة في المستشفيات التابعة لها.

من جانبها، اعتبرت حركة حماس أن رواية إسرائيل بشأن العثور على أسلحة ومعدات عسكرية داخل مجمع الشفاء الطبي بغزة، "مسرحية تافهة ومفضوحة".

قطر تطالب بتحقيق دولي في استهداف إسرائيل المستشفيات

وعلى صعيد المواقف، دعت قطر الأربعاء إلى فتح تحقيق دولي في استهداف إسرائيل المستشفيات في قطاع غزة، مستنكرة اقتحام الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي، فيما وصفته بأنه "جريمة حرب".

وطالبت وزارة الخارجية القطرية في بيان "بتحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين لتقصي الحقائق في استهداف المستشفيات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي".

قطر تطالب بتحقيق دولي في استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات في غزة

وإذ دانت الوزارة "بأشد العبارات" العملية الإسرائيلية في مجمع الشفاء، اعتبرت ذلك "جريمة حرب وتعديًا سافرًا على القوانين والاتفاقيات الدولية".

وناشدت المجتمع الدولي التحرك بشكل "عاجل لمحاسبة إسرائيل، وردعها عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين".

وحذرت من أن "صمت المجتمع الدولي إزاء الجرائم ضد الإنسانية سوف يشجع إسرائيل على المضي في ارتكاب المزيد من الفظائع"، مشيرة إلى أن ذلك "يهدد بتوسع دائرة الغضب والعنف".

صفقة تبادل الأسرى

وعلى صعيد آخر، قالت حماس إن إسرائيل "تماطل في تنفيذ اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى، وتُصر على إصدار تصريحات كاذبة".

وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق: "الاحتلال لا زال يرفض و يتلكأ في الإفراج عن 50 من النساء والأطفال من المحتجزين لدينا وإعلان هدنة إنسانية حقيقية، مقابل الإفراج عن عدد من النساء والأطفال من أبناء شعبنا في سجون الاحتلال".

كما يشمل الاتفاق، وفق البيان "إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى كل المناطق في قطاع غزة، مع ضرورة توفير البيئة الأمنية المناسبة، التي تسمح بالتحرك لمتابعة إتمامها".

وأكد الرشق أن "الاحتلال الصهيوني غير جاد في التوصل إلى اتفاق، وإنما يماطل ليكسب مزيدًا من الوقت، ليواصل عدوانه وحرب الإبادة التي يرتكبها ضد المدنيين العزل"، وفق البيان.

المقاومة تواصل الاشتباك مع الاحتلال

وعلى صعيد المعارك الدائرة على الأرض، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تمكن عناصرها منذ صباح الأربعاء من استهداف قوة لجنود الاحتلال بعبوة مضادة للأفراد وإيقاعها بين قتيل وجريح، وتدمير 11 آلية إسرائيلية كليًا أو جزئيًا في كافة محاور التوغل في قطاع غزة.

كما أعلنت في بيان سابق استهداف حفّار عسكري ترافقه قوة من جنود الاحتلال بعبوات مضادة للدروع وعبوة أخرى مضادة للأفراد شرق جحر الديك، مؤكدة وقوع أفراد القوة بين قتيل وجريح.

وأضافت كتائب القسام إنها قصفت دبابة إسرائيلية غرب مدينة غزة بقذيفة “الياسين 105"، كما استهدفت دبابة أخرى شمال غرب مدينة غزة بقذيفة “الياسين 105”.

وردًا على مجازر الاحتلال بحق المدنيين، أعلنت كتائب القسام عن قصف مستوطنة “سديروت” برشقة صاروخية، وقصف تجمع الآليات المتوغلة شرق مدينة دير البلح بقذائف الهاون، كما استهدفت دبابة وجرافة إسرائيليتين شمال غرب مدينة غزة بقذيفتي “تاندوم”.

كما أعلنت عن قصف “عسقلان” برشقة صاروخية.

وأفادت الكتائب أنها استهدفت تجمعًا لقوات العدو في محور جنوب مدينة غزة بمنظومة الصواريخ “رجوم” قصيرة المدى من عيار 114 ملم، كما أعلنت عن قصف “عسقلان” برشقة صاروخية.

بدورها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بلاغ عسكري: "أسقطنا طائرة صهيونية من نوع “سكاي لارك” بدون طيار والسيطرة عليها"، دون المزيد من التفاصيل.

كما أعلنت السرايا أنها قصفت بقذائف الهاون تحشدات وجنود العدو في تلة المدفعية شمال القطاع مؤكدة إصابتهم إصابة مباشرة.

عمليات الأونروا على وشك الانهيار

وعلى صعيد آخر، حذر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني الأربعاء، من أن عمليات الوكالة في قطاع غزة "على وشك الانهيار" على الرغم من دخول بعض الوقود إلى القطاع في اليوم الأربعين للعدوان.

وكتب لازاريني على موقع إكس: "عملياتنا على وشك الانهيار. توفير الوقود للشاحنات لن يُنقذ الأرواح بعد الآن"، مشيرًا إلى أن "الانتظار لفترة أطول سيكلف مزيدًا من الأرواح" وأن "بحلول نهاية اليوم، لن يتمكن نحو 70% من سكان غزة من الحصول على المياه النظيفة".

وقالت الأونروا أيضًا الأربعاء: إن الوقود الذي دخل قطاع غزة من مصر عبر معبر رفح الحدودي "ليس كافيًا على الإطلاق"، مضيفةً: "هذا يعادل نصف شاحنة، لا تكفي على الإطلاق، هناك حاجة إلى المزيد، يجري استخدام الوقود كسلاح حرب وهذا يجب أن يتوقف".

المواقف الدولية

وعلى صعيد المواقف الدولية، دعت إيران الأربعاء الأمم المتحدة إلى اتخاذ "إجراءات فورية" للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حيث يشهد عدوانًا إسرائيليًا منذ 7 أكتوبر.

كما دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الأربعاء إسرائيل إلى وضع حدّ لـ"القتل الأعمى للفلسطينيين" في قطاع غزة، في أشد انتقاد يوجّهه لإسرائيل منذ اندلاع عدوانها على غزة.

من جهته، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إنه "لا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية"، داعيًا المجتمع الدولي للبحث عن "حل عادل للقضية الفلسطينية وألا يبقى في منطق إدارة الأزمات".

بدوره، دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء "بأكبر قدر من الحزم" قصف البنية التحتية المدنية في العدوان على غزة.

وطالب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة الأربعاء باتخاذ إجراءات فورية "لكبح جماح المذبحة" الجارية في غزة، بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مجمع الشفاء، أكبر مستشفى في القطاع الفلسطيني.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close