أكد رئيس الهيئة المصرية العامة للاستعلامات ضياء رشوان، أنّ "مواصلة محاولات التشكيك" في دور مصر "قد يدفع الجانب المصري لاتخاذ قرار بالانسحاب الكامل" من الوساطة التي يقوم بها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
وكانت شبكة "سي إن إن" قد نقلت عن ثلاثة مصادر مطلعة قولها، إنّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في السادس من مايو/ أيار الحالي "لم يكن ما قدّمته قطر أو الولايات المتحدة إلى حماس بهدف مراجعته".
واتهمت المصادر الاستخبارات المصرية بأنّها "عدّلت بهدوء" بنود اقتراح وقف إطلاق النار الذي وقّعت عليه إسرائيل بالفعل في وقت سابق من هذا الشهر، ما أدى في النهاية إلى تعطيل الصفقة.
لكنّ رشوان قال في حديث إلى "العربي" من القاهرة، إنّ المفاوضات كانت في حضور أربعة أطراف هي: رئيس الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل والوفد الممثل لحماس".
وأضاف أنّ ما ذكرته "سي إن إن" لم يصدر عن أي من الجهات الأربع، بل نقلت معلوماتها عن مصادر مجهولة تهدف إلى تشويه الدور المصري في هذه المفاوضات وتعطيل اتخاذ إجراءات حاسمة فى هذا السياق.
إسرائيل غير مهيأة لمفاوضات جادة
وعن إيعاز الحكومة الإسرائيلية لوفدها بمواصلة التفاوض للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق نار في غزة، أكد رشوان أنّ إسرائيل غير مهيأة لأي مفاوضات جادة الآن.
وأضاف أنّ القاهرة أمضت ثلاثة أرباع القرن في دعم القضية الفلسطينية والحقّ المشروع بإقامة دولة فلسطينية.
وأشار إلى أنّ مصر حذّرت من أنّ تصرّفات إسرائيل قد تدفع إلى اتساع الصراع في المنطقة، قبل أن تهدّد بالانسحاب من الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
وعن عملية رفح، قال رشوان إنّ القاهرة تعتبر أنّ إقدام إسرائيل على احتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح هو "حماقة كبرى".
وأضاف أنّ القاهرة بعثت برسائل حاسمة وواضحة إلى إسرائيل بأنّ الأمن القومي المصري والقضية الفلسطينية هما ثابتان أساسيان لديها.
وأوضح أنّ "إغلاق القاهرة لمعبر رفح هو من منطلق أنّ فتحه يمنح الشرعية للاحتلال الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من المعبر"، وفق تعبيره.