شهدت أسعار وقود السفن في عدة موانئ إفريقية ارتفاعات قياسية في الآونة الأخيرة، مع ارتفاع الطلب إلى الحدود القصوى بهذه الموانئ.
ويأتي هذا الارتفاع مع التغيير الجماعي لمسارات السفن لتلتف حول القارة الإفريقية وصولًا إلى أوروبا وأميركا الشمالية مع تعطل الملاحة في البحر الأحمر.
مشكلات متفاقمة لشركات الشحن البحري
وأدت المشكلات المتفاقمة وتغيير مسارات الشحنات حول إفريقيا صوب رأس الرجاء الصالح، إلى تغيير أنماط إعادة التزود بالوقود وتعزيز الطلب على وقود السفن في الموانئ النائية.
وبات التزود بالوقود معضلة حقيقية لشركات الشحن، بدءًا من موريشيوس وجنوب إفريقيا وصولًا إلى جزر الكناري.
وبهذا الصدد، يرى مختصون أن السفن المبتعدة عن البحر الأحمر وقناة السويس تسببت في ازدحام موانئ تزويد الوقود في كل أنحاء إفريقيا، وشكلت ضغطًا كبيرًا على البنى التحتية.
وتسببت هذه الأوضاع في زيادة الطلب على الوقود خاصة في ميناء بورت لويس في موريشيوس وميناء جبل طارق وموانئ جزر الكناري.
كما شهدت موانئ كيب تاون ودوربان في جنوب إفريقيا قفزة في مبيعات الوقود.
وباتت موانئ سنغافورة وروتردام المزدحمة في المعتاد، ممتلئة بالسفن للتزود بالوقود الذي يجري تسعيره بصورة تنافسية تحوطًا لحالة عدم اليقين.
ارتفاع أسعار وقود السفن
وأمام ذلك، ارتفعت أسعار وقود السفن منخفض الكبريت الذي يجري تسليمه في كيب تاون 15% أخيرًا.
وقد بلغ السعر نحو 800 دولار للطن، وهو أعلى بكثير من مستواه قبل منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي عندما بدأت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر "تضامنًا مع غزة" التي تتعرض لعدوان إسرائيلي أدى لاستشهاد أكثر من 24 ألف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.
ويرى عاملون في قطاع الشحن البحري أن المعروض من الوقود يتقلص مع لجوء مزيد من مالكي السفن والمشغلين إلى شراء الوقود بالدفع مقدمًا لضمان إمدادات كافية.
إضافة إلى ذلك، ارتفعت العلاوات الفورية لوقود السفن منخفض الكبريت الذي جرى تسليمه في سنغافورة بنحو 30 دولارًا للطن فوق أسعار الشحن في منتصف الشهر الجاري.
وأمام ذلك، باتت جملة من المشكلات اللوجستية تشغل بال شركات الشحن التي تتجه من شرق القارة الإفريقية إلى غربها بحثًا عن وقود لسفنها في رحلاتها الطويلة والمرهقة.