أدّت الهجمات التي تشنّها جماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر، تضامنًا مع قطاع غزة، إلى تحوّل العديد من السفن إلى مسار أطول وارتفاع تكاليف الشحن وازدحام الموانئ الآسيوية والأوروبية.
وتضامنًا مع غزة التي تشهد حربًا إسرائيلية متواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تستهدف جماعة الحوثي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني، سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.
ومنذ مطلع العام الجاري، بدأت واشنطن ولندن بشنّ هجمات على "مواقع للحوثيين" باليمن ردًا على هجماتهم بالبحر الأحمر. وقابلت الجماعة ذلك بإعلان اعتبار السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.
وفيما يلي بعض الإجراءات التي اتخذتها شركات شحن كبرى، وتعليقات أدلت بها بشأن تأثيرات الوضع الراهن، وفق ما أوردته "رويترز":
"سي.إم.إيه-سي.جي.إم"
قال رودولف سعادة، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة الشحن "سي.إم.إيه-سي.جي.إم" في فبراير/ شباط: إن مجموعة الشحن الفرنسية علّقت معظم الرحلات التي تمر عبر البحر الأحمر، لكنها لا تزال تسيّر بعض سفن الشحن على أساس فردي عندما تتسنّى مصاحبة سفن البحرية الفرنسية لسفن الشحن.
"ديانا شيبنغ"
من جهته، قال رئيس شركة "ديانا شيبنغ" أناستاسيوس مارجارونيس في فبراير: "عمليات عبور قناة السويس تقل بنحو 40% عن تلك المسجلة خلال النصف الأول من ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي. ويرجع ذلك جزئيًا إلى تجنب عدد من المشغلين، ونحن منهم، للمنطقة".
"شركة إيفرغرين"
وقالت التايوانية لشحن الحاويات في ديسمبر إن سفنها التي تقدم خدمات الشحن في منطقة موانئ البحر الأحمر ستغيّر مسارها إلى ممرات أخرى "آمنة"، أما السفن المقرر أن تمر عبر البحر الأحمر فستسلك طريق رأس الرجاء الصالح.
"هاباغ لويد"
بدورها، قررت شركة "هاباغ لويد" الألمانية لشحن الحاويات في يناير كانون/ الثاني، تحويل مسار سفنها لتدور حول إفريقيا حتى إشعار آخر.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة رولف هابين يانسن في 14 أغسطس/ آب: "في الوقت الحالي، نعتزم الدوران حول رأس الرجاء الصالح حتى نهاية العام".
وكانت الشركة قد أفادت في يونيو/ حزيران، بأنها لا تتوقع أن يستأنف قطاع الشحن البحري المرور عبر البحر الأحمر حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة.
وذكرت أيضًا أن الاضطراب في البحر الأحمر ووفرة المعروض من خدمات السفن على الصعيد العالمي سيجبرها على تقليل التكاليف في 2024.
"كونا + ناجل"
إلى ذلك، توقعت شركة الخدمات اللوجستية السويسرية "كونا + ناجل" في الأول من مارس/ آذار، استمرار تأثير أزمة البحر الأحمر لأرباع تالية.
لكنها قالت في 23 يوليو إن تأثير أزمة البحر الأحمر عليها "ضئيل"، مضيفة أنها مستعدة لارتفاع الطلب في النصف الثاني بعد زيادة استخدام خدماتها اللوجستية بحرًا وجوًا.
"ميرسك"
وذكرت مجموعة ميرسك الدنمركية للشحن في الأول من أغسطس أنها تتوقع استمرار الاضطرابات حتى نهاية 2024 على الأقل، فيما رفعت توقعاتها للعام بأكمله مرة أخرى جزئيًا بسبب الأزمة.
وقالت ميرسك، التي أوقفت حركة المرور في البحر الأحمر، في يوليو إن نطاق الاضطرابات التي تشهدها حركة الشحن بالحاويات عبر البحر الأحمر اتسع ليشمل كامل شبكتها في العالم.
"إم. إس. سي"
كما أعلنت شركة البحر المتوسط للشحن "إم. إس. سي" في 16 ديسمبر/ كانون الأول، أن سفنها لن تمر عبر قناة السويس.
وكان متحدث باسم "نيبون يوشن"، أكبر شركة شحن يابانية من حيث المبيعات، قد قال لـ"رويترز" في 16 يناير إن الشركة أوقفت الملاحة عبر البحر الأحمر مؤقتًا لجميع السفن التي تشغلها.
وأيضًا، قالت "أوشن نتورك أكسبرس"، وهي مشروع مشترك بين شركات "ميتسوي أو.إس.كيه لاينز" و"نيبون يوشن" و"كاواساكي كيسن كايشا"، في 19 ديسمبر إنها قررت تحويل مسار السفن بعيدًا عن البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح أو وقف رحلاتها مؤقتًا ونقلها لمناطق "آمنة".
أمّا شركة "أورينت أوفرسيز كونتينر لاين" (أو.أو.سي.إل)، ومقرها هونغ كونغ، فقالت في 21 ديسمبر إنها أصدرت تعليمات لسفنها بتغيير مسارها بعيدًا عن البحر الأحمر أو وقف المرور عبره.
كما توقفت شركة الشحن المملوكة لشركة "أورينت أوفرسيز" (إنترناشونال) المحدودة عن قبول عمليات الشحن من إسرائيل وإليها حتى إشعار آخر.