قال زعيم أنصار الله الحوثيون عبد الملك الحوثي، اليوم الأحد، إن العدوان الإسرائيلي على اليمن لن يمنع الجماعة من الاستمرار في المرحلة الخامسة من التصعيد لمساندة غزة.
جاء ذلك في كلمة متلفزة بعد يوم من الغارات التي شنتها طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة الحديدة اليمنية وراح ضحيتها 6 شهداء على الأقل.
وأوضح الحوثي أن "استهداف العدو الإسرائيلي لخزانات الوقود في الحديدة استعراض لمشاهد النيران المشتعلة"، لافتًا إلى أنه "كلما طال أمد العدوان على قطاع غزة سنطور من مستوى القتال".
وأشار إلى أن "إستراتيجية العدو الإسرائيلي بعد طوفان الأقصى هي التفرد بالشعب الفلسطيني"، شارحًا أن الولايات المتحدة حركت إمكاناتها لحماية إسرائيل والتحرك بحرية والانفراد بقطاع غزة.
"تطوير مستوى القتال"
وأضاف الحوثي أن "العدوان الأميركي البريطاني على اليمن لم يتمكن من إيقاف عملياتنا ولا الحد منها".
وإذ أكد أن جبهة الإسناد من اليمن كانت فاعلة ومؤثرة على إسرائيل، أشار الحوثي إلى أن عمليات الإسناد "كبدت العدو الإسرائيلي خسائر فادحة"، وفق قوله.
وأوضح أن المقاومة الفلسطينية هي من اختارت اسم يافا على المسيرة التي أطلقتها الجماعة واستهدفت مدينة تل أبيب. واعتبر أنّ "قصف عاصمة العدو بالمسيرة يافا كان مزعجًا له ويعد مرحلة جديدة في عملياتنا".
وقال إنّ "استمرار العدوان على غزة وإبادة الشعب الفلسطيني ترتد على العدو بمخاطر إضافية ومشكلات غير مسبوقة".
وكانت السلطات الصحية التابعة لجماعة الحوثي اليمنية قد أفادت اليوم الأحد، بارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت السبت ميناء مدينة الحديدة اليمنية الى ستة شهداء.
ولفتت وزارة الصحة في بيان نقلته قناة المسيرة التابعة للجماعة إلى ارتفاع حصيلة الغارات إلى "ستة شهداء وثلاثة مفقودين و83 جريحًا نتيجة العدوان الإسرائيلي على الأعيان المدنية في محافظة الحديدة".
السعودية تتابع بقلق تطورات الوضع
وفي سياق متصل، أعلنت السعودية الأحد أنها تتابع بـ"بقلق بالغ" تطورات التصعيد العسكري في اليمن، غداة غارات إسرائيلية على أهداف في ميناء مدينة الحديدة اليمنية.
وأغارت مقاتلات إسرائيلية السبت على أهداف للحوثيين في ميناء الحديدة ما تسبّب باندلاع حريق هائل وسقوط ثلاثة شهداء، غداة تبنّي الجماعة هجومًا بمسيّرة مفخّخة أوقع قتيلًا في تل أبيب.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) بيانًا لوزارة الخارجية قالت فيه إنها "تتابع بقلق بالغ تطورات التصعيد العسكري في اليمن بعد الهجمات الإسرائيلية التي شهدتها محافظة الحديدة السبت".
وأكّدت أن الغارات الإسرائيلية "تضاعف من حدة التوتر الحالي في المنطقة، وتضر بالجهود المستمرة لإنهاء الحرب على غزة".
ودعت السعودية "كافة الأطراف للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس والنأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر الحروب".
وجاء بيان الخارجية السعودية بعد ساعات من بيان لوزارة الدفاع نأت فيه بنفسها من هجمات اليمن.
وأفاد الناطق باسم وزارة الدفاع السعودية العميد تركي المالكي أن "المملكة العربية السعودية ليس لها أي علاقة أو مشاركة باستهداف الحديدة، والمملكة لن تسمح باختراق أجوائها من أي جهة كانت".
"رد هائل على العدوان"
وهذه أول ضربة إسرائيلية علنية ضدّ اليمن الذي يشنّ منه الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها.
ويؤكد الحوثيون أنّ هذه الهجمات تأتي دعمًا للفلسطينيين في غزة في ظلّ الحرب الإسرائيلية المدمرة المستمرة على القطاع الدائرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفيما استمرت محاولات إخماد النيران في الميناء الأحد، توعد المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع بـ"رد هائل على العدوان" الإسرائيلي.
وأعلن أن الحوثيين أطلقوا صواريخ بالستية في اتجاه مدينة إيلات الإسرائيلية على البحر الأحمر، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخ "كان يقترب من إسرائيل"، وفق قوله.