شهدت ليلة أمس السبت عددًا من المباريات الدولية الودية، حيث تم تسجيل هدفين تاريخيين بسرعة فائقة. الأول في المباراة التي جمعت بين فرنسا وألمانيا في ليون، حيث انتهت بفوز مستحق للضيوف، فيما حققت البرازيل نتيجة إيجابية في ويمبلي على حساب إنكلترا.
وقاد المدرب الشاب يوليان ناغلسمان ثورة التغييرات في تشكيلة منتخب ألمانيا، حيث حقق فوزًا بارزًا على وصيف بطل العالم فرنسا، في مباراة استعاد فيها الألمان بريقهم الذي كان قد تلاشى لفترة طويلة، وأظهروا إمكانيات كبيرة للمنافسة بجدية على لقب كأس الأمم الأوروبية التي ستقام الصيف المقبل على أرضهم.
وشهدت المباراة أحد أسرع الأهداف الدولية، الذي سجله فلوريان فيرتز بعد ثمانية ثوانٍ فقط من بداية اللقاء، بعد أن باغت المنتخب الفرنسي بتسديدة من مسافة بعيدة، عقب تحرك تدرب عليه الفريق وتمريرة من توني كروس العائد بعد اعتزال اللعب دوليًا منذ ثلاث سنوات.
"على المسار الصحيح"
وأسفرت عودة كروس عن توزان افتقده المنتخب الألماني في المباريات الأخيرة بخط الوسط، الذي حقق أول انتصار في آخر أربع مباريات، وأثلج قلب ناغلسمان الذي يسعى بشدة لبداية جيدة للعام قبل "يورو 2024" في يونيو/ حزيران المقبل.
وكان هدف فيرتز أسرع ببضعة أجزاء من الثانية من الهدف الذي سجله مواطنه لوكاس بودولسكي أمام الإكوادور في 2013 وكان الأسرع لألمانيا حتى مباراة أمس.
وهيمن صاحب الأرض على المباراة تدريجيًا، وتصدى مارك أندريه تير شتيجن حارس مرمى ألمانيا ببراعة لمحاولة من كيليان مبابي في الدقيقة 26 ليحافظ على تقدم منتخب بلاده.
وقال ناغلسمان مدرب ألمانيا: "بدأنا المباراة بصورة جيدة جدًا وكانت هذه الخطة لركلة البداية، لقد كان من المهم أن نحافظ على تقدمنا وبعد الاستراحة ارتفع مستوانا أكثر، وصنعنا مزيدًا من الفرص. أنا سعيد جدًا بقتالنا. هذا ما نأمله، أن نبذل قصارى جهدنا في كل مرة، لقد عززت هذه المباراة من ثقتنا. نحن على المسار الصحيح ولعبنا مباراة جيدة جدًا اليوم".
وسعت فرنسا لإدراك التعادل بمحاولات من عثمان ديمبلي وأدريان رابيو، لكن المنتخب الألماني، الذي يعاني من الضغط بعدما حقق فوزين فقط في آخر عشر مباريات قبل لقاء أمس، ضاعف تقدمه، بعد أن أحرز نجم أرسنال كاي هافرتس الهدف الثاني عندما استغل تمريرة جمال موسيالا.
وقال ديدييه ديشامب مدرب فرنسا بعد مباراته رقم 150 في منصبه: "لم نكن حاضرين، هذا واضح. قدم الألمان مباراة عالية المستوى اليوم. عندما ننظر إلى الطريقة التي بدأنا بها المباراة، بهذا الهدف، لم نحرك ساكنًا، لقد كانوا أفضل منا على مستوى الالتزام والشراسة الهجومية، كنا دون المستوى. أنا أول الملامين".
"التاريخي الصغير"
وفي مباراة أخرى، أهدى المهاجم البديل المراهق البرازيلي إندريك ابن الـ 17 عامًا منتخب بلاده فوزًا مستحقًا على مضيفه إنكلترا 1-0 وديًا على ملعب ويمبلي الشهير في لندن.
وسجل إندريك مهاجم بالميراس، الذي سينتقل إلى ريال مدريد الإسباني في يوليو/ تموز المقبل باكورة أهدافه الدولية، بعد 9 دقائق من نزوله إلى أرض الملعب بدلًا من رودريغو (80)، ليعيد منتخب "سيلسياو" في أول مباراة له بإشراف مدربه الجديد دوريفال جونيور إلى سكة الانتصارات بعدما تعرض لثلاث هزائم تواليًا في التصفيات المؤهلة لمونديال 2026، في أسوأ حقبة كروية له منذ 60 عامًا.
وبات إندريك في سن الـ 17 عامًا و246 يومًا، أصغر لاعب دولي يسجل هدفًا في ويمبلي.
وحصلت البرازيل على جرعة ثقة أمام إنكلترا المرشحة بقوة للفوز بكأس أوروبا في ألمانيا هذا الصيف، وقبل مباراتها الودية الثانية أمام إسبانيا الثلاثاء في مدريد، خصوصًا أنها خاضت اللقاء في لندن بغياب العديد من عناصرها أبرزهم الحارس إيدرسون ونظيره أليسون بيكر، والمدافع ماركينيوس ولاعب الوسط كازيميرو بسبب الإصابة.
كذلك استمر غياب نيمار، أفضل هداف في تاريخ المنتخب والذي تبقى عودته إلى الملاعب غير مؤكدة منذ إصابته القوية في الركبة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
في المقابل، غاب عن تشكيلة منتخب "الأسود الثلاثة" العديد من اللاعبين بسبب الإصابة، أبرزهم جاك غريليش وبوكايو ساكا ومهاجم بايرن ميونخ الألماني هاري كاين.
وعوّض المدرب غاريث ساوثغيت هذه الغيابات بإشراكه لاعب وسط ريال مدريد الإسباني جود بيلينغهام خلف المهاجم أولي واتكنز، مع أنتوني غوردون وفيل فودن على الجناحين.
أسرع هدف
وشهدت مباريات الأمس، تسجيل كريستوف بومغارتنر هدفًا لمنتخب النمسا بعد ست ثوان فقط من البداية، في الفوز 2-صفر على سلوفاكيا وديا، ليكون أسرع هدف في مباراة دولية.
وأنطلق بومغارتنر (24 عامًا) من دائرة وسط الملعب وتجاوز ثلاثة لاعبين من الفريق المنافس، ثم سدد كرة منخفضة من خارج منطقة الجزاء وجدت طريقها إلى داخل الشباك.
وفي غياب الأسطورة ليونيل ميسي المصاب، تمكن بطل العالم منتخب الأرجنتين، من الفوز بثلاثية نظيفة على مضيفه منتخب السلفادور، وسجل له كل من كريستيان روميرو، وإنزو فرنانديز، وجيوفاني لو سيلسو.