عانى الأوليغارش الروسي رومان أبراموفيتش ومفاوضو السلام الأوكرانيون من أعراض ما يشتبه في أنه تسمم بعد اجتماع في كييف بداية مارس/ آذار الجاري، وفقًا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر.
وكشفت مصادر مطلعة للصحيفة أن الأليغارش الروسي واثنين على الأقل من كبار أعضاء الوفد الأوكراني ظهرت عليهم أعراض تشمل احمرار العيون وتدميع مؤلم وتقشر الجلد على وجوههم وأيديهم.
وأفادت صحيفة "الإندبندنت" أن مالك نادي تشيلسي الحالي عانى من العمى المؤقت لعدة ساعات بعد التسمم، لكنه تعافى بسرعة ولا يزال ينوي الاستمرار كجزء من المفاوضات بين كييف وموسكو.
فقد قبل طلبًا من أوكرانيا في نهاية فبراير/ شباط للمساعدة في التفاوض على إنهاء الهجوم الروسي على أوكرانيا بعد أيام فقط من بدئه.
وقال الكرملين الأسبوع الماضي: "إنه لعب دورًا مبكرًا في محادثات السلام، لكن العملية أصبحت الآن في أيدي فرق التفاوض من الجانبين".
وأبراموفيتش الذي نأى بنفسه مرارًا وتكرارًا عن مزاعم الحكومة البريطانية وآخرين بأنه قريب من بوتين؛ موجود حاليًا في تركيا، حيث من المقرر استئناف جولة جديدة من محادثات السلام يوم الثلاثاء.
هل استخدمت الأسلحة الكيميائية؟
وبحسب المصادر، فقد تعافى أبراموفيتش والمفاوضون الأوكرانيون، بمن فيهم النائب عن تتار القرم رستم أوميروف، وحياتهم ليست في خطر.
وقالوا إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي التقى أبراموفيتش، لم يتأثر. وقال المتحدث باسم زيلينسكي: "إنه ليس لديه معلومات عن الحادث المشتبه به".
وقالت مصادر لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن المتشددين في موسكو يشتبه بتنفيذهم التسمم المحتمل حيث قالوا إنهم يريدون تخريب المحادثات الهادفة لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وردًا على التقرير، قال الموقع الإخباري الاستقصائي "بيلنجكات": "إن ثلاثة من أعضاء الوفد الذين حضروا محادثات السلام ليلة 3 مارس يعانون من أعراض تتفق مع التسمم بالأسلحة الكيماوية". وأضافت على تويتر: "إن أبراموفيتش كان من بين الضحايا".
توجه ثلاثة من أعضاء الفريق المفاوض إلى شقة في كييف ليلة 3 مارس/ آذار، وورد أنهم شعروا بأعراض أولية لم تنحسر حتى الصباح.
وفي 4 مارس/ آذار، توجهت مجموعة المفاوضين من العاصمة إلى لفيف في طريقهم إلى بولندا ثم مدينة إسطنبول التركية، لمواصلة المفاوضات غير الرسمية مع الجانب الروسي، بحسب "بيلينجكات".
Bellingcat can confirm that three members of the delegation attending the peace talks between Ukraine and Russia on the night of 3 to 4 March 2022 experienced symptoms consistent with poisoning with chemical weapons. One of victims was Russian entrepreneur Roman Abramovich. https://t.co/DJaZ4CoL8J
— Bellingcat (@bellingcat) March 28, 2022
ونقل الموقع عن خبراء الأسلحة الكيميائية أن الأعراض كانت على الأرجح نتيجة التسمم بسلاح كيميائي غير محدد، مع تشعيع الميكروويف بفرضية أخرى ولكن أقل احتمالًا.
وقال الخبراء: "إن جرعة ونوع السم المستخدم غير كاف على الأرجح للتسبب في أضرار تهدد الحياة، وربما كان الهدف منها تخويف الضحايا".
دور أبراموفيتش
وطلبت أوكرانيا الشهر الماضي من أبراموفيتش المساعدة في التوسط بسبب خلفيته في روسيا.
ففي بداية عهد بوتين، عمل أبراموفيتش محافظًا لمنطقة القطب الشمالي النائية تشوكوتكا في الشرق الأقصى لروسيا قبل شراء نادي تشيلسي في عام 2003.
وسافر أبراموفيتش من إسطنبول إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي وتسليم مذكرة مكتوبة بخط اليد من زيلينسكي تحدد الشروط التي ستنظر أوكرانيا في الموافقة عليها من أجل إنهاء الحرب التي استمرت شهرًا، وفقًا لصحيفة "التايمز".
وحث زيلينسكي الرئيس الأميركي جو بايدن على عدم معاقبة أبراموفيتش لأن كييف تعتقد أنه قد يكون وسيطًا حاسمًا مع موسكو، بحسب ما قاله مسؤول أوكراني لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي.
محادثات مرتقبة في تركيا
ومن المقرر عقد أول محادثات سلام وجهاً لوجه منذ أكثر من أسبوعين في إسطنبول يوم الثلاثاء، بعد أن تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع بوتين يوم الأحد.
ومع دخول الهجوم الروسي على أوكرانيا شهره الثاني، أكد الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، أن مسألة الحياد، ممكنة بعد إجراء تعديل دستوري، وتمثل هذه التصريحات في هذا التوقيت خطوة أولى نحو وقف الحرب، لكنها مرتبطة بمفاوضات إسطنبول.
موقف كييف
وقال زيلينسكي، إن كييف مستعدة لإجراء تعديل دستوري يضمن الحياد لها، وذلك في تصريحات أدلى بها لصحافيين روس.
وتعليقًا على جولة المفاوضات الروسية الأوكرانية المزمع إجراؤها في إسطنبول اعتبارًا من اليوم أو غدًا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "ثمة فرصة وحاجة لعقد لقاء وجها لوجه في تركيا" مع روسيا.
وتطرق زيلينسكي في رسالة مصورة نشرها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى المحادثات المزمع إجراؤها في تركيا بين وفدي التفاوض الروسي والأوكراني.
ولفت زيلينسكي إلى أن هدفهم يتمثل في عودة الحياة إلى طبيعتها في أوكرانيا.
