واشنطن تدعو إلى وقف فوري لاشتباكات السودان.. كيف يُقرأ الموقف الأميركي؟

في إطار الدعوات الدولية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في السودان، دعا البيت الأبيض، اليوم الإثنين، الجيش وقوات الدعم السريع إلى تنفيذ ذلك الوقف، قائلًا إن المسؤولين الأميركيين على اتصال بالقادة العسكريين.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "نأسف لتصاعد العنف من الخرطوم وأماكن أخرى في السودان. ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار دون شروط بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع".

وأضاف المتحدث أن المسؤولين الأميركيين على اتصال مباشر مع قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وكذلك قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو.

وأشار إلى أن الرسالة الموجهة إليهما هي "حثهما على إنهاء الأعمال القتالية على الفور دون شروط مسبقة. ونجري مشاورات عن كثب مع الشركاء في المنطقة وغيرهم بشأن الوضع في السودان".

"موقف أكثر قوة وصراحة"

وقال المتحدث: "هذا التصعيد الخطير يهدد التقدم المحرز حتى الآن في المفاوضات الرامية لاستعادة الانتقال الديمقراطي في السودان ويقوض تطلعات الشعب السوداني".

وفي سياق الدور الأميركي المواكب لثلاثة أيام من المواجهات العسكرية في السودان كون واشنطن جزء من "مجموعة الرباعية"، تقول الصحافية فاطمة غزالي: "إن الموقف الأميركي حتى الآن رغم مطالبات وزير الخارجية (بلينكن) إلى العودة إلى الديمقراطية يبدو حذرًا مثل كافة المناشدات الدولية التي لم تخرج من دائرة إبداء القلق ومناشدة الطرفين". 

وتشير غزالي في حديث لـ"العربي" من واشنطن، إلى ضرورة أن يكون دور الطرف الأميركي "أقوى لأن إدارة البيت الأبيض هي جزءًا من عملية وصول الأطراف السودانية إلى تسوية سياسية تفضي إلى حكم انتقالي يخرج البلاد من الوضع الانقلابي الذي حدث في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021".

كما تعتقد الصحافية فاطمة "أن الوضع الإنساني في الخرطوم على وجه الخصوص صار يجب أن يستفز الموقف الأميركي ويجعله يقدم على مواقف أكثر قوة وصراحة". 

وتوضح أن هذا الأمر يمكن أن يتم عبر تحالفاتها المتعددة ودورها في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن مع فرض عقوبات صارمة، وفق قولها.

وتؤكد فاطمة غزالي أيضًا في حديثها أن "حسم المعركة في مدينة مكتظة بالسكان مثل الخرطوم مسألة ينبغي أن يوضع لها حد".