الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

استمرار اشتباكات السودان.. دعوات لوقف القتال والعودة إلى التفاوض

استمرار اشتباكات السودان.. دعوات لوقف القتال والعودة إلى التفاوض

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول تطورات الوضع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع (الصورة: غيتي)
وجهت مصر وجنوب إفريقيا نداء للوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، مناشدين الأطراف كافة بالتهدئة "وتغليب صوت الحكمة والحوار السلمي".

دعا رئيسا مصر عبد الفتاح السيسي وجنوب السودان سلفاكير ميارديت، الأحد، إلى وقف فوري للقتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، معربين عن استعدادهما للعب دور وساطة.

وخلال اتصال هاتفي تلقاه السيسي من سلفاكير، أكد الرئيسان، "خطورة الأوضاع الحالية والاشتباكات العسكرية الجارية"، وأعلنا "كامل الدعم للشعب السوداني الشقيق في تطلعاته نحو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام".

وبحسب تصريح للمتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي، فقد وجه الرئيسان "نداء للوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، مناشدين الأطراف كافة بالتهدئة، وتغليب صوت الحكمة والحوار السلمي، وإعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني".

كما أعربا عن "استعداد مصر وجنوب السودان للقيام بالوساطة بين الأطراف السودانية، حيث إن تصاعد العنف لن يؤدي سوى إلى مزيد من تدهور الوضع، بما قد يخرج به عن السيطرة".

وفي سياق متصل، عقد مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي، الأحد، اجتماعًا طارئًا بشأن "التطورات السياسية والأمنية الباعثة للقلق" في السودان.

ولفت المجلس إلى أن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد دعا للحوار ووقف إطلاق النار بشكل فوري وحماية المدنيين والسلام في السودان.

"الحرية والتغيير" تدعو لوقف القتال

وفي أول تعليق لها، دعت قوى إعلان الحرية والتغيير-المجلس المركزي، الأحد، قادة كل من الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية إلى وقف القتال فورًا والعودة إلى طاولة التفاوض لمعالجة الأزمة الراهنة.

وفي بيان لها، قالت الحرية والتغيير أبرز القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري: تواصلت اليوم الأحد المعارك التي اندلعت السبت في مختلف أرجاء البلاد بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، والتي تتصاعد وتيرتها بصورة تهدد وحدة وتماسك وسيادة الوطن".

وتابعت: "ظللنا ندق جرس الإنذار حول مخططات فلول نظام المؤتمر الوطني البائد (حزب الرئيس المعزول عمر البشير 1989-2019) لجر البلاد لحرب لا تبقي ولا تذر، بهدف قطع الطريق أمام استرداد مسار الانتقال المدني الديمقراطي".

وأردفت أن "مخططات عناصر النظام البائد تكشفت وبوضوح عقب إشعال فتيل المعركة، ليتضح أنهم هم الجهة التي قامت بالتعبئة لهذه الحرب، وهم الذين يرجون حصاد نتائجها".

ودعت قوى إعلان الحرية والتغيير قيادة القوات المسلحة و"الدعم السريع" إلى "تحكيم صوت الحكمة ووقف المواجهات العسكرية فورًا والعودة لطاولات التفاوض.

كما دعت الشعب السوداني إلى "التصدي لمخططات فلول نظام المؤتمر الوطني البائد وعدم السماح بتمريرها تحت أي غطاء كان، واعتزال خطابات الكراهية والتهييج وتأجيج الحرب".

المواجهة العسكرية في السودان

والسبت، تبادل الجيش وقوات "الدعم السريع" اتهامات ببدء كل منهما هجومًا على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كل منهما، فيما وصف الجيش "الدعم السريع" بـ"المتمردة".

وعام 2013 جرى تشكيل تلك القوات لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهامًا منها مكافحة الهجرة غير النظامية على الحدود وحفظ الأمن.

ووفقا للجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية)، في بيان فجر الأحد، فإن الاشتباكات أودت بحياة 56 مدنيًا وأصابت العشرات بينهم عسكريون، ومنهم عشرات الحالات الحرجة.

وثمة خلاف بين البرهان وحميدتي بشأن مقترح دمج لقوات "الدعم السريع" في الجيش، حيث يريد البرهان إتمام العملية خلال عامين هي مدة مرحلة انتقالية مأمولة، بينما يتمسك حميدتي بعشر سنوات.

وجراء خلافهما، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين، آخرهما كان مقررًا في 5 أبريل/ نيسان الجاري، لإنهاء الأزمة التي يعيشها السودان منذ أن فرض البرهان في 2021 إجراءات استثنائية اعتبرها الرافضون "انقلاًبا عسكريًا"، بينما قال هو إنها تهدف إلى "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية".

وأعربت عواصم ومؤسسات دولية وعربية وإقليمية عن قلقها من تداعيات القتال في السودان، ودعت إلى وقف فوري للاشتباكات وتغليب الحوار لمعالجة الأزمة الراهنة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close