تزداد احتمالات تنفيذ تركيا لعملية عسكرية في الشمال السوري ضد الأكراد، حيث أعلن مجلس الأمن القومي التركي أن أنقرة ستتخذ الخطوات اللازمة لعدم السماح بوجود ما وصفها بـ"الأنشطة الإرهابية" في المنطقة.
وعقب انتهاء اجتماع له برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أشار المجلس إلى أنه تلقى إحاطة بشأن العمليات المستمرة بنجاح داخل البلاد وخارجها على حد تعبيره.
في أثناء ذلك، قالت وزارة الدفاع التركية: إن واشنطن طلبت إعادة دراسة العملية العسكرية التركية المحتملة شمالي سوريا، في وقت أبلغ فيه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نظيره التركي خلوصي أكار معارضة بلاده "بشدة" للعملية العسكرية، خاصة بعد الضربات الجوية التي هدد بعضها على نحو مباشر سلامة الأفراد الأميركيين العاملين مع من سماهم "شركائهم المحليين في سوريا".
لكن الوزير التركي جدد تمسك أنقرة بضمان أمن شعبها والدفاع عن حدودها من "الخلايا الإرهابية".
"غموض"
في هذا السياق، قال مدير مركز التحليل السياسي والعسكري في معهد هادسون ريتشارد ويتز: إن طلب واشنطن إعادة دراسة العملية يعد "غامضًا" لأنها لا تفضّل المضي قدمًا بهذه العملية، خاصة أنها تهدد الأرواح الأميركية وقد تضعف الجهود المبذولة بشكل عام ضد الخلايا الإرهابية هناك.
وأضاف ويتز في حديث إلى "العربي" من واشنطن: أن البنتاغون يفهم جيدًا أن تركيا قد تقدم على العملية رغم الرفض الأميركي، لكن إذا ما تم ذلك فهذا من شأنه أن يضر بالعلاقات التركية الأميركية.
الموقف الأميركي "أكثر حدة"
بدوره، اعتبر الباحث المختص بالعلاقات الدولية سعيد الحاج أن أنقرة تفهم الاعتراض الأميركي على عمليتها، لكنها في المقابل تدرك أن قدرة الولايات المتحدة على منع العملية أقل بكثير من قدرة روسيا، خصوصًا وأنها على ما يبدو تخطط لعملية محدودة.
وأوضح الحاج في حديث إلى "العربي" من إسطنبول أن الموقف الأميركي أكثر من حدة الموقف الروسي، حيث تدعو واشنطن إلى وقف الضربات الجوية أيضًا وليس العملية البرية فقط، متوقعًا أنه إذا ما استمرت أميركا وروسيا بإعلان رفضهما، فإن أنقرة قد تقدم بالفعل على إطلاق عمليتها العسكرية شمالي سوريا بشكل محدود ثم تذهب لاحقًا إلى التفاوض، لكن ذلك لن يقوّض العلاقات الأميركية التركية، مضيفًا: "قد يؤدي ذلك إلى نشوب بعض التوتر فقط".