الخميس 12 Sep / September 2024

واشنطن منزعجة.. فرنسا وتركيا تدينان الموافقة على بناء وحدات استيطانية في الضفة

واشنطن منزعجة.. فرنسا وتركيا تدينان الموافقة على بناء وحدات استيطانية في الضفة

شارك القصة

فقرة ضمن "الأخيرة" تسلط الضوء على الموقف الأميركي حيال بناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية (الصورة: غيتي)
أكدت واشنطن أن توسيع المستوطنات في الضفة الغربية يقوض الجدوى الجغرافية لحل الدولتين ويؤدي إلى تفاقم التوتر وإلى المزيد من الإضرار بالثقة بين الطرفين.

اعترضت الولايات المتحدة الإثنين على قرار الحكومة الإسرائيلية التي تضم أحزابًا قومية ودينية الموافقة على بناء نحو 5700 وحدة استيطانية إضافية في الضفة الغربية المحتلة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين: إن الولايات المتحدة "منزعجة بشدة" من هذه الخطوة، مضيفًا أن المسؤولين الأميركيين أوضحوا لإسرائيل علنًا وخلف الأبواب المغلقة معارضتهم للتحركات التي من شأنها زيادة المستوطنات.

وتعتبر معظم دول العالم المستوطنات التي أقيمت على أراض احتلتها إسرائيل عام 1967 غير قانونية.

وقال ميلر: "نعتقد أن المستوطنات عائق أمام حل الدولتين الذي يجري التفاوض عليه".

الموافقة على بناء الوحدات الاستيطانية

وكان ما يسمى المجلس الأعلى للتخطيط في إسرائيل صادق على خطط الموافقة على بناء الوحدات الاستيطانية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. وتم منح الموافقات النهائية لعدد 818 وحدة بينما تمضي إجراءات الموافقة النهائية لباقي الوحدات عبر مراحلها المختلفة.

وفيما أشادت شخصيات قيادية من المستوطنين اليهود بالقرار، قال رئيس بلدية جوش عتصيون ورئيس مجلس يشع، شلومو نعمان: "أشكر الحكومة الإسرائيلية على التطوير المستمر للاستيطان الإسرائيلي... هذا هو الرد الأمثل على من يطلبون مساعدتنا، وخصوصًا في مثل هذه الأيام الصعبة".

وحذرت واشنطن، التي كانت لها في بعض الأحيان علاقة متوترة مع التحالف المشكل منذ ستة أشهر بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المسؤولين الإسرائيليين مرارًا من أن التوسع الاستيطاني يشكل عقبة أمام السلام مع الفلسطينيين.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: "توسيع المستوطنات يقوض الجدوى الجغرافية لحل الدولتين ويؤدي إلى تفاقم التوتر وإلى المزيد من الإضرار بالثقة بين الطرفين".

وأضاف ميلر: "لدينا القلق نفسه إزاء التقارير التي تتحدث عن تغييرات في نظام إدارة المستوطنات الإسرائيلية تسرع عملية التخطيط والموافقة على المستوطنات".

ومنذ توليه السلطة في يناير/ كانون الثاني، وافق ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على بناء ما يزيد على 7000 وحدة سكنية جديدة، معظمها في عمق الضفة الغربية.

وقالت منظمة السلام الآن التي تراقب النشاط الاستيطاني في بيان: "تدفعنا الحكومة الإسرائيلية بوتيرة غير مسبوقة نحو الضم الكامل للضفة الغربية".

وشمل تصاعد العنف خلال الأسابيع القليلة الماضية في الضفة الغربية هجمات شنها عشرات من المستوطنين الإسرائيليين في بلدات وقرى فلسطينية، وهو ما لاقى تنديدًا دوليًا وأثار قلق البيت الأبيض.

فرنسا تدين عنف المستوطنين

وفي ردود الفعل، أدانت فرنسا الإثنين "أعمال العنف التي يقوم بها المستوطنون الإسرائيليون والتي تستهدف المدنيين وممتلكاتهم".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية آن كلير لوجندر في بيان، إن "هذا العنف غير مقبول ويجب أن يتوقف". وأضافت أن "الاستيطان غير قانوني بموجب أحكام القانون الدولي" وأنه يغذي "التوتر على الأرض، ويشكل عقبة رئيسية أمام السلام".

وقالت المتحدثة باسم  الخارجية الفرنسية: إن الحكومة الإسرائيلية من خلال الموافقة على مشاريع استيطانية جديدة في الأراضي المحتلة، "تهدد فرص إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة وتعرض  للخطر حل الدولتين الذي يظل الضمان الوحيد لسلام دائم".

وحثت فرنسا من جديد الحكومة الإسرائيلية على "إعادة النظر في قرارها بالإسراع في إجراءات الترخيص ببناء مساكن في المستوطنات" والتخلي عن الموافقة على مشاريع بناء "نحو 5000 وحدة سكنية جديدة في عدة مستوطنات في الضفة الغربية.

 تركيا تدين مصادقة إسرائيل على بناء وحدات استيطانية

وفي سياق متصل، أدانت تركيا مصادقة الحكومة الإسرائيلية على بناء نحو 5 آلاف و700 وحدة سكنية (استيطانية) جديدة في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان، الإثنين: "من الواضح أن المستوطنات غير الشرعية التي تجاوزت 13 ألف وحدة سكنية محطمة رقمًا قياسيًا جديدًا منذ بداية العام الحالي أضرت بشكل كبير بأرضية حل الدولتين ومنظور السلام الدائم".

وأكدت ضرورة أن تضع إسرائيل حدًا فوريًا لهذه الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تسلب حقوق الشعب الفلسطيني بشكل ينتهك القانون الدولي وغير المقبولة بأي شكل من الأشكال.

"إسرائيل لم توافق أبدًا على حل الدولتين"

وبشأن تصريح نتنياهو الذي قال إنه يجب اجتثاث فكرة إقامة الفلسطينيين لدولتهم، يرى الكاتب السياسي خليل شاهين، أن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي يعكس موقفه التاريخي، إذ إنه تحدث مرة واحدة عن حل الدولتين في عهد حكومة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ولكنه بعد ذلك لم يذكر هذا الأمر، بل على العكس هو فعل كل شيء على الأرض من حيث الضم والاستيطان والتهويد من أجل تدمير أي فرصة للتوصل إلى حل الدولتين.

ويضيف في حديث إلى "العربي" من رام الله أن موقف نتنياهو ليس بجديد، لافتًا إلى اعتقاد "خاطئ" بأن هناك تراجعًا إسرائيليًا فيما يتعلق بحل الدولتين، وموضحًا أن إسرائيل لم توافق أبدًا على حل الدولتين.

ويلفت شاهين إلى أن الموقف الأميركي لم يعد يتحدث عن القدس عاصمة لدولة فلسطينية محتملة، بل يقر بموقف إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب السابقة وهو الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل، مشيرًا إلى أن الموقف الأميركي في هذا الإطار هو أقرب إلى الموقف الإسرائيلي.

ويعرب عن اعتقاده أن نتنياهو يريد أن يقترب أكثر من موقف حلفائه في الصهيونية الدينية الذين يدعون جهارًا إلى ضم الضفة الغربية وطرد سكانها، كما أنه يريد الحفاظ على الانفصال والانقسام الفلسطيني وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة.

ويرى شاهين أن الموقف الفلسطيني لا يرقى إلى مستوى الرد، ويتطلب موقفًا مختلفًا، وإدراك الخطأ التاريخي الذي ارتكب مع توقيع اتفاق أوسلو في إمكانية التوصل إلى حل تفاوضي لهذا الصراع.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close