السبت 16 نوفمبر / November 2024

وتيرة تُنذر بالخطر.. ارتفاع مقلق لغاز الميثان في الغلاف الجوي للأرض

وتيرة تُنذر بالخطر.. ارتفاع مقلق لغاز الميثان في الغلاف الجوي للأرض

شارك القصة

تقرير أرشيفي عن تفاقم انبعاثات غاز الميثان أكثر الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري (الصورة: اسوشييتد برس)
سجّل غاز الميثان رابع أعلى زيادة سنوية له في الغلاف الجوي خلال عام 2022، ما يؤثر بدوره على ارتفاع غازات الدفيئة والاحتباس الحراري.

حذّرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي من أن غاز الميثان في الغلاف الجوي سجّل رابع أعلى زيادة سنوية له خلال عام 2022، فيما وصفته الوكالة بـ"الارتفاع المقلق"، كونه جزءًا من الارتفاع العام في غازات الدفيئة المسبّبة للاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض.

وعادة ما يحظى ثاني أكسيد الكربون باهتمام أكبر لدوره في تغيّر المناخ، إلا أنّ العلماء بدأوا يبدون قلقهم بشأن الميثان، كونه يخزّن حرارة أكبر بحوالي 87 مرة من ثاني أكسيد الكربون على نطاق زمني مدته 20 عامًا.

ويقول العلماء إنه لا يوجد أي مؤشر على انخفاض معدلات انبعاثاته، على الرغم من الدعوات العاجلة التي وجّهها العلماء وصانعو السياسات للتحذير من أنّ الوقت ينفد للوفاء بحدود الاحتباس الحراري، في اتفاقية باريس وتجنّب الآثار الأكثر تدميرًا لتغيّر المناخ.

وحذّر ريك سبينراد، مدير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، من أنّ انبعاثات غازات الدفيئة تستمر في الارتفاع بوتيرة تُنذر بالخطر وستستمر في الغلاف الجوي لآلاف السنين.

وأكد أنه حان الوقت الآن لمعالجة تلوث غازات الاحتباس الحراري وخفض الانبعاثات التي يسببها الإنسان بينما نواصل البناء نحو أمّة مستعدة للمناخ.

وعام 2022، ارتفع الميثان بمقدار 14 جزءًا في المليار، إلى 1911.9 أجزاء في المليون، مقابل 17.75 جزءًا في البليون عام 2021، و15.20 جزءًا في البليون عام 2020.

ويتسرّب غاز الميثان من الآبار وأنابيب الغاز الطبيعي، وأحواض السماد الطبيعي، ومدافن النفايات المتحلّلة، ومباشرة من الماشية.

قطعان الحيوانات هي واحدة من أكبر مصادر الميثان
قطعان الحيوانات هي واحدة من أكبر مصادر الميثان- اسوشييتد برس

وقال ستيفن بوردر، أستاذ علم البيئة في جامعة براون، إنّ "قطعان الحيوانات مثل الماعز والأغنام والأبقار على وجه الخصوص هي واحدة من أكبر مصادر الميثان".

الأنشطة البشرية والنظم البيئية

إلى ذلك، يحذّر العلماء من التقليل من شأن الميثان المنبعث من صناعة الوقود الأحفوري والبيئة.

وقال بنجامين بولتر، عالم أبحاث في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، إنّ أكثر من نصف انبعاثات الميثان تأتي من الأنشطة البشرية، مثل استخراج النفط والغاز والزراعة وإدارة النفايات.

وتأتي نسب أخرى من الميثان من النظم البيئية، التي يقول العلماء إنّ السيطرة البشرية عليها صعبة.

وقال درو شينديل، الأستاذ بجامعة ديوك وعالم المناخ السابق في وكالة "ناسا": "إذا كان هذا الارتفاع السريع للأراضي الرطبة، والأنظمة الطبيعية، نتيجة لتغير المناخ ، فهذا مخيف للغاية لأننا لا نستطيع فعل الكثير لإيقافه".

وأوضح شيندال أنّ انبعاثات غاز الميثان التي يُسبّبها البشر تُمثّل حوالي 26% من الاحترار الناجم عن الأنشطة البشرية.

كما يبحث العلماء في كيفية تأثير ظاهرة النينا (La Nina) لمدة ثلاث سنوات على انبعاثات الميثان بسبب ارتفاع مستويات هطول الأمطار في الأراضي الرطبة الاستوائية.

وبينما تقدّر وكالة الطاقة الدولية أنه يمكن تقليل نسبة 70% من انبعاثات الميثان لعام 2022 باستخدام التكنولوجيا الحالية، شدّد بوردر على أنّ الابتعاد عن الوقود الأحفوري والتقليل من عدد الحيوانات المجترّة التي يربيها البشر هي "طرق فعالة للحد من الميثان في الغلاف الجوي والحد من الاحترار العالمي".

وإضافة إلى القلق من الميثان، حذّر تقرير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي من أن ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز شهدا نموًا كبيرًا عام 2022.

وارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون إلى 417.06 جزءا في المليون عام 2022، وهي الآن أعلى بنسبة 50% من مستويات ما قبل الصناعة.

كما ارتفع أكسيد النيتروز، الذي ذكرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أنه ثالث أهم غازات الدفيئة المنبعثة من البشر، إلى 335.7 أجزاء في المليار، وعزت ذلك إلى حد كبير إلى الأسمدة الكيميائة والسماد الطبيعي من قطاع الزراعة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - اسوشييتد برس
تغطية خاصة
Close