قبل الخمسينيات، كان معظم الأميركيين قد تبنّوا مفهوم "اشتر الآن وادفع لاحقًا" من خلال القروض الشخصية وحسابات الائتمان في المتاجر.
لكنّ ابتكار بطاقة الائتمان "داينرز كلوب" (Diners Club) عام 1950، جعل الإنفاق أكثر ملاءمة: حيث أصبح بإمكان العملاء استخدام بطاقاتهم الخاصة بهم في مجموعة متنوعة من المطاعم، ودفع الرصيد في نهاية الشهر. وعندها، بدأ النهج غير النقدي للاستهلاك.
في عام 1958، أطلق "بنك أوف أميركا" في كاليفورنيا بطاقة "BankAmericard"، وهي أول بطاقة ائتمان للأغراض العامة. وقدّمت ميزة رئيسية لبطاقات الائتمان الحديثة، إذ إنّها على عكس بطاقة "داينرز كلوب"، أتاحت للعملاء الاحتفاظ برصيد من الدين إلى الشهر التالي، شرط أن يدفعوا مبلغ الفائدة المتراكم.
وبحلول عام 1966، أصبحت هذه الممارسة شائعة مع قيام المزيد من الولايات بترخيص بطاقة "BankAmericard"، والتي تمّ تغيير علامتها التجارية عام 1970، لتُصبح "Visa".
حقائق عن بطاقات الائتمان
ورصد موقع "هيستوري فاكتس" (historyfacts) خمس حقائق عن تاريخ بطاقات الائتمان.
1- اختُرعت بطاقة الائتمان بعد أن نسي رجل محفظته
عام 1949، نسي رجل أعمال من نيويورك يُدعى فرانك ماكنمارا محفظته في المنزل، واضطرت زوجته لدفع ثمن العشاء. وتعهّد الزوجان بعدم التعرّض لمثل هذا الإحراج مرة أخرى، ولذلك تعاون مانكمارا مع شريكه رالف شنايدر لإنشاء بطاقة عضوية تسمح لضيوف المطعم بدفع فواتيرهم شهريًا بدلًا من حمل النقود.
وكانت البطاقة صغيرة ومصنوعة من الورق المقوّى، وتفرض على المطاعم المشاركة رسوم معالجة تتراوح بين 5% و7%.
وفي غضون عام واحد، جذبت بطاقة "داينرز كلوب" حوالي 42 ألف مستخدم في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
2- الحصول على بطاقات الائتمان أُتيح للنساء عام 1974
في أواخر السبعينيات، كانت النساء يواجهن تحديات مهينة عند التقدّم بطلب للحصول على بطاقة ائتمان. ولم يتم إصدار بطاقات للنساء المتزوجات إلا باسم أزواجهنّ، وكانت النساء العازبات بحاجة إلى أحد أفراد الأسرة الذكور ليوقّع بشكل مشترك على الطلب.
وحتى لو كانت المرأة قادرة على سداد المدفوعات من دخلها الخاص، فقد تظل محرومة من الائتمان، مما يشلّ فرصها المالية فعليًا.
وفي خطوة كبيرة نحو المساواة بين الجنسين، قضت المحكمة العليا عام 1971، بأنّ منح المزيد من السلطة المالية للرجال أكثر من النساء على أساس الجنس، هو أمر غير دستوري، وينتهك بند الحماية المتساوية في التعديل الرابع عشر للدستور الأميركي.
وأرست هذه القضية الأساس لقانون تكافؤ الفرص الائتمانية الذي صدر عام 1974، والذي نصّ على أنّه لا يجوز حرمان الأشخاص من الائتمان على أساس الجنس أو الدين أو العرق.
3- خسارة بملايين الدولارات في البداية
في سبتمبر/ أيلول 1958، فاجأ "بنك أوف أميركا" سكان فريسنو في كاليفورنيا، بإرسال 60 ألف بطاقة "BankAmericards" بالبريد دون طلب.
وبدون أي بحث، قرّر مدير البنك آنذاك جو ويليامز أنّ حدود الائتمان ستتراوح بشكل تعسفي من 300 دولار إلى 500 دولار، مع حدود تتراوح بين 25 دولارًا إلى 100 دولار لعمليات الشراء الصغيرة التي لا تتطلّب اتصال تجار التجزئة بالبنك هاتفيًا.
وافترض أنّ معظم العملاء سوف يُسدّدون قروضهم في الوقت المحدد، وهو أمر لم يحصل أبدًا.
ففي عامه الأول، وبعد إرسال 20 مليون بطاقة إضافية عبر كاليفورنيا، خسرت "BankAmericard" ملايين الدولارات، واستقال ويليامز.
4- تقديم أول بطاقة ممغنطة عام 1969
في ثلاثينيات القرن العشرين، تمّ تطوير التخزين المغناطيسي، وهو تقنية تستخدم المواد الممغنطة لتخزين البيانات. وخلال العقود التالية، تمّ تحسينها باعتبارها وسيلة لتخزين البرامج والمعلومات في أجهزة الكمبيوتر المبكرة.
عام 1960، استخدم فورست باري مهندس شركة "آي بي إم"، هذه التقنية بادخال الشريط المغناطيسي على بطاقات الهوية الخاصة بمسؤولي وكالة المخابرات المركزية، والتي كانت تحتوي على معلومات العميل. وقام جيروم سفيغالز، مدير المشروع في شركة "آي بي إم"، بتحسين هذه التقنية وتطبيقها على بطاقات الائتمان.
ويمكن للشريط المغناطيسي في البطاقة تخزين معلومات المستخدم والبيانات المصرفية وتاريخ الشراء، ما يُسهّل اكتشاف ومنع الاحتيال على بطاقة الائتمان.
عام 1970، تمّ تقديم البطاقات الممغنطة للجمهور من خلال التعاون بين "أميركان إكسبريس"، و"أميركان إيرلاينز"، و"آي بي إم".
5- "أميركان إكسبريس" أول بطاقة مكافآت
كانت "أميركان إكسبريس" رائدة في ميزتين شائعتين في بطاقات الائتمان اليوم. أطلق البنك أول بطاقة ائتمانية له عام 1958. وفي العام التالي أصبح أول شركة كبرى تستخدم البطاقات البلاستيكية بدلًا من الورق المقوّى.
وعام 1991، أصبحت "أميركان إكسبريس" أول بطاقة ائتمانية تُكافئ عملاءها، حيث أطلقت برنامج " Membership Miles"، وهو برنامج "المسافر الدائم". ومقابل كل دولار ينفقه، يحصل العميل على نقطة تخوّله السفر والإقامة في عدد صغير من شركات الطيران والفنادق.
كما قام البرنامج بتحفيز المستخدمين، إذ بينما كان جميع أعضاء "أميركان إكسبريس" مطلعين على البرنامج، لم يحصل سوى أعضاء البطاقة الذهبية والبلاتينية على امتيازات إضافية.
