الأحد 3 نوفمبر / November 2024

وساطات للتهدئة بين البرهان وحميدتي.. ما فرص حل التوتر بين الرجلين؟

وساطات للتهدئة بين البرهان وحميدتي.. ما فرص حل التوتر بين الرجلين؟

شارك القصة

فقرة ضمن برنامج "الأخيرة" تسلط الضوء على ما هي فرص حل التوتر بين حميدتي والبرهان (الصورة: وسائل التواصل)
دفع الصراع بين البرهان وحميدتي، القوى المدنية لمحاولة تطويق الأزمة مخافة إراقة كثير من الدماء أو انتهاء حلم يراودهم ذات نهار بدولة مدنية.

تضاربت الأنباء بشأن عقد لقاء بين قائد المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بعد لقاء جمع هذا الأخير بقادة قوى عسكرية وسياسية.

ويأتي ذلك فيما تبذل أطراف سياسية مساعي لمنع انزلاق البلاد إلى مواجهة بين القوات العسكرية.

"القوات المسلحة صمام أمان البلاد"، جملة ما فتئ المجلس العسكري السوداني يكررها منذ وصوله إلى السلطة قبل 4 سنوات، إلى أن دب الخلاف أخيرًا بين البرهان قائد الجيش وحميدتي قائد قوات الدعم السريع، والأخير يتحرك بشكل غير متفق عليه، ويهدد استقرار البلاد، وفق بيان للجيش السوداني.

فقد دفع الصراع بين الرجلين أو بين المعسكرين، القوى المدنية لمحاولة تطويق الأزمة مخافة إراقة كثير من الدماء أو انتهاء حلم يراودهم ذات نهار بدولة مدنية.

ولذا وجهت الأطراف السياسية الموقعة على "الاتفاق الإطاري" بالتصدي لما وصفته بمخططات النظام السابق ودعوات الحرب والتصعيد العسكري، وشددت على أهمية استعادة المسار السياسي في البلاد.

وقال قادة حركات مسلحة وأحزاب التقوا حميدتي إنه تعهد بعدم التصعيد، فيما ألغي اجتماع آخر للقوى السياسية كان مقررًا في دار حزب الأمة في انتظار نتائج تحركات أخرى.

وإذ يتشعب الخلاف، فإن كل طرف يجد نفسه ملزمًا بتوضيح موقفه للقوى الدولية المنخرطة في المسار السوداني.

فقد التفت قوى الحرية والتغيير "المجلس المركزي" بالرباعية الدولية المكونة من الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، داعية لنزع فتيل الأزمة وتطبيق القرارات المتفق عليها مع الجانب العسكري.

وفجر الخميس، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بالتحشيد والانتشار والتحرك داخل العاصمة الخرطوم وعدد من المدن "دون موافقة قيادة الجيش".

في المقابل، نفت قوات "الدعم السريع" تنفيذها أي أعمال حربية في مدينة مروي (شمال)، واصفة الأنباء المتداولة في الإعلام المحلي حول الأمر بـ"المضللة والكاذبة".

و"الدعم السريع" قوة مقاتلة يقودها حميدتي، وأُسست في 2013 لمحاربة متمردي إقليم دارفور (غرب)، ثم لحماية الحدود وحفظ النظام لاحقًا، وهي تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، ولا يوجد تقدير رسمي لعددها، لكنها تتجاوز عشرات الآلاف.

ما هي فرص حل التوتر بين الرجلين؟

وفي هذا الإطار، يرى رئيس تحرير صحيفة "التيار" السودانية عثمان ميرغني، أن إزالة التوتر الآن ونزع فتيل الأزمة بحيث لا تنفجر قبيل العيد قد يكون فرصة لحل الإشكال، لأن أسبابه ستظل موجودة ما لم يتم التعامل معها بصورة مباشرة، مشيرًا إلى أن الجهود كلها تذهب فقط في اتجاه منع أن يكون هناك صدام خلال هذه الأيام على الأقل والمحافظة على الهدوء، وعلى حوار متصل بين الرجلين في محاولة الوصول إلى اتفاق والتفاهم بينهما.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من العاصمة السودانية الخرطوم، أن التوتر بين الرجلين يرتبط بالعملية السياسية، وليس عسكريًا كما يظن الكثيرون.

إذ يتحدث عن وساطات من المكونات المدنية، والأحزاب وغيرها في محاولة منها لمنع انفجار الأزمة بين الشقين العسكريين، لافتًا إلى أن الجانب المدني ترك العملية السياسية الآن واتجه لحل مشكلة العسكريين.

ويرى ميرغني أن الأولى الآن لحل هذه المشكلة بصورة جذرية أن ينتبه الساسة المدنيون إلى أنه لا بد من التعامل السريع العاجل مع العملية السياسية لأنها سبب التوتر الحاصل، وإيجاد حل له عن طريق الوصول إلى خواتيم العملية السياسية بالطريقة التي يمكن أن يتراضى عليها الجميع.

وأضاف: "في حال لم تحل القضية السياسية، فإن الخلافات العسكرية لن تحل لأنها قائمة على القضية المرتبطة بالعملية السياسية، والتي حتى الآن لم تبلغ نهاياتها".

ويوضح ميرغني أن الخلاف واضح بين الجانبين العسكريين الذي بني على خلافات بين المكونات المدنية، مشيرًا إلى أن الخلاف ليس في تفاصيل الاتفاق الإطاري الذي لم يحدد بصورة كاملة حتى الآن، إنما في الأحزاب التي يجب أن توقع على هذا الاتفاق النهائي.

ويخلص إلى أن الخلاف بين الطرفين يتمثل في أن الطرف العسكري الذي يمثله البرهان يصر على توسيع قاعدة القوى الموقعة على الاتفاق النهائي، فيما يصر قائد الدعم السريع على أن تكتمل العملية السياسية بما هي عليه الآن وبأسرع ما يمكن.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close