الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

وسط احتياجات "ضخمة".. الاتحاد الأوروبي يستضيف مؤتمرًا لمساعدة السوريين

وسط احتياجات "ضخمة".. الاتحاد الأوروبي يستضيف مؤتمرًا لمساعدة السوريين

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول تداعيات خفض الأمم المتحدة مساعداتها الغذائية إلى سوريا بنحو النصف (الصورة: فيسبوك)
قال دان ستوينيسكو رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا: "لا يمكننا تحمل خسارة جيل آخر. ينبغي ألا تكون سوريا بعد الآن مكانًا يهرب منه الناس".

استضاف الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، مؤتمرًا دوليًا لجمع الأموال من أجل سوريا التي ضربها زلزال عنيف في وقت سابق هذا العام، مما فاقم المحنة الإنسانية في هذا البلد الذي يعيش فيه كل السكان تقريبًا تحت خط الفقر.

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش والمسؤول عن المساعدات الإنسانية التي يقدمها التكتل: "التمويل الإنساني لسوريا لا يسير بذات وتيرة الاحتياجات المتزايدة بسرعة".

احتياجات ضخمة في سوريا

ووصفت ثلاث منظمات في الأمم المتحدة الاحتياجات في سوريا بأنها "ضخمة" وقالت إن عُشر التمويل المطلوب فقط هو الذي جرى تأمينه حتى الآن لمشروعات عام 2023 لمساعدة السوريين في الداخل واللاجئين منهم في المنطقة.

وذكر بيان مشترك من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آخيم شتاينر، إذ يدير الثلاثة الاستجابة التي تقودها الأمم المتحدة للأزمة في سوريا "المزيد من المساعدة للشعب السوري وللدول التي تستضيفهم (اللاجئين) أمر ضروري. الاحتياجات ضخمة".

وقال المسؤولون الثلاثة بالأمم المتحدة إنهم يأملون في الحصول على تعهدات بذات قدر تلك التي تم تقديمها لسوريا وجيرانها في مؤتمر مماثل العام الماضي وبلغت 6.7 مليار دولار.

وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: إن أكثر من 14 مليون سوري فروا من منازلهم منذ 2011 ولا يزال نحو 6.8 مليون نازحون داخل سوريا التي يعيش فيها كل السكان تقريبًا تحت خط الفقر.

ويعيش نحو 5.5 مليون لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر. أودت الحرب في سوريا بحياة نحو 500 ألف شخص، وخلفت ملايين النازحين واللاجئين.

وتقول الأمم المتحدة: إن أكثر من 12 مليون سوري فرّوا من منازلهم بسبب النزاع منهم 5,4 مليون شخص يعيشون لاجئين في دول مجاورة.

وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء الماضي، أنها مضطرة لخفض مساعداتها الغذائية للسوريين، بنحو النصف بسبب نقص التمويل.

وجاء في بيان لبرنامج الأغذية العالمي: "تجبر أزمة التمويل غير المسبوقة في سوريا برنامج الأغذية العالمي على تخفيض مساعداته لحوالي 2.5 مليون شخص من حوالي 5.5 مليون يعتمدون على المساعدات التي تقدمها الوكالة لاحتياجاتهم الأساسية من الغذاء".

"لا يمكننا تحمل خسارة جيل آخر بسوريا"

وقال دان ستوينيسكو رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا: "لا يمكننا تحمل خسارة جيل آخر. ينبغي ألا تكون سوريا بعد الآن مكانًا يهرب منه الناس".

وأعادت الجامعة العربية مقعد سوريا في 6 مايو/ أيار الماضي، بعدما جرى تجميد هذا المقعد عام 2011 عقب اندلاع الثورة ضد النظام وقمعها بالحديد والنار، قبل أن تتم دعوة رئيس النظام بشار الأسد لحضور قمة جدة في 19 من الشهر المذكور.

لكن الغرب ما يزال يرفض كسر عزلة النظام السوري، حيث لا تزال مساحات شاسعة من سوريا تخضع لسيطرة المعارضة، إضافة إلى جماعات كردية تدعمها الولايات المتحدة.

ودعا لينارتشيتش أيضًا إلى توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا من تركيا.

الاتحاد الأوروبي يخصص 560 مليون يورو للسوريين

وتعهّد الاتحاد الأوروبي الخميس بتخصيص 560 مليون يورو (600 مليون دولار) لمساعدة الدول المجاورة لسوريا على تحمل تكاليف استضافة اللاجئين السوريين.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال إعلانه عن المبلغ في مؤتمر للدائنين الدوليين في بروكسل: "لسوء الحظ، كان هناك تقدّم طفيف جدًا خلال العام المنصرم من أجل حلّ النزاع السوري".

وشدّد المسؤول الأوروبي على أن المساعدات مخصصة للسوريين وليس للنظام السوري.

وأضاف بوريل أن رغم جهود الأمم المتحدة "فإن الظروف غير مواتية ليغيّر الاتحاد الأوروبي سياسته بشأن سوريا" في ظلّ غياب "إصلاحات سياسية حقيقية" في البلد.

كما شدّد الاتحاد الأوروبي على أنه سيُبقي على عقوباته على نظام السوري ولن يدعم عودة السوريين إلى بلدهم ما لم تكن عودة "طوعية" وآمنة وخاضعة لمراقبة مجموعات دولية.

وقال بوريل بعد اجتماع على الهامش مع حسين: "لم تتغير سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن سوريا - لن نعيد إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع نظام الأسد ولن نبدأ بالعمل على إعادة الإعمار حتّى يبدأ انتقال سياسي حقيقي وكامل، والحال ليست كذلك حاليًا".

وتابع: "علينا أن نبقى ملتزمين بالعدالة والمحاسبة على الجرائم المرتكبة لأكثر من عقد من النزاع".

من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا غير بيدرسون خلال المؤتمر: "نحن عند منعطف" بشأن سوريا لكن "أسباب النزاع وعواقبه لم يتمّ تناولها بشكل كامل بعد".

وفاقمت جائحة كوفيد-19 الأوضاع، وأدخلت البلاد في أزمة اقتصادية خطيرة وسط ارتفاع حاد في الأسعار، وقد أعقب ذلك زلزال مدمّر ضرب في 6 فبراير/ شباط مناطق في شمال سوريا وجنوب تركيا.

في مايو/ أيار 2022، تجاوزت تعهّدات المانحين الدوليين والبالغة 6,7 مليار دولار (6,4 مليار يورو) مبلغ الـ 6,4 مليار دولار الذي تمّ جمعه العام السابق، على أن تخصّص الأموال لمساعدة السوريين والدول المجاورة.

وساهم وقتها الاتحاد الأوروبي بشكل عام بأكثر من 70% من هذه المبالغ، إذا أخذت في الاعتبار المبالغ التي تعهدت بها بروكسل والتعهدات الفردية التي قدمتها كل من حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات