دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الثلاثاء، إلى "وقف فوري للأعمال العدائية" في السودان و"العودة إلى طاولة المفاوضات".
ولليوم الرابع على التوالي، يشهد السودان اشتباكات بين الجيش و"قوات الدعم السريع" في الخرطوم ومدن أخرى، ويتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجومًا على مقار تابعة للآخر.
"وقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات"
وقال تورك في بيان: إن "السودان عاش بالفعل الكثير من الآلام والمعاناة"، مضيفًا أن "القتال نشأ بسبب صراع القوة والمصالح الشخصية الذي لا يؤدي إلا إلى تقويض التطلعات الديمقراطية للمواطنين".
ودعا تورك "الطرفين إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات".
وشدد على أن "الكثير من أعمال العنف وقعت في مناطق مكتظة بالسكان في العاصمة الخرطوم"، مشيرًا إلى أن "الضربات الجوية والقصف المدفعي عرّضت المدنيين للخطر".
بعد استهداف بعثات دبلوماسية.. دعوات للتهدئة ومبادرات للوساطة بهدف وقف إطلاق النار في #السودان تقرير: حنان البلخي pic.twitter.com/FzhecwCGR2
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 18, 2023
دعوة فرنسية
من جهتها، طالبت فرنسا الثلاثاء الأطراف المتصارعة في السودان بالموافقة "الفورية" على الهدنة من أجل ضمان أمن المواطنين.
جاء ذلك في تغريدة لوزيرة الخارجية كاترين كولونا، أعلنت خلالها أنها بحثت الأزمة في السودان مع نظيريها المصري سامح شكري والإماراتي عبد الله بن زايد.
وقالت كولونا: إن فرنسا "تطالب الطرفين في السودان بالموافقة فورًا على الهدنة، ووقف القتال وضمان حماية المدنيين".
وأشارت إلى أنها تراقب بشكل شخصي أوضاع المواطنين الفرنسيين في السودان.
وأفاد الجيش السوداني أن قائدي طرفي الصراع في السودان اتفقا على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة اعتبارًا من مساء اليوم الثلاثاء، وذلك في أعقاب نداءات وجهها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إليهما بشأن المعارك المحتدمة في الخرطوم والتي شهدت حادثة إطلاق نار على موكب دبلوماسي أميركي.
وأجرى بلينكن اتصالًا هاتفيًا بكل من قائد الجيش السوداني وقائد قوات الدعم السريع، اللذين أدى صراعهما على السلطة إلى مقتل 185 شخصًا على الأقل وعرقل جهودًا مدعومة دوليًا للانتقال إلى الحكم المدني بعد عقود من الاستبداد والحكم العسكري.
وقال قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي والذي لم يُكشف عن مكان وجوده منذ بدء القتال: إن القوات شبه العسكرية وافقت على "هدنة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى".
في المقابل، وبعدما أكد الجيش السوداني أن "لا علم له بأي تنسيق مع الوسطاء والمجتمع الدولي حول هدنة"، عاد قائده عبد الفتاح البرهان وأكد لقناة CNN الالتزام بوقف إطلاق النار ابتداء من الساعة السادسة مساء ولغاية 24 ساعة.
وفي سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في تغريدة اليوم: إن مجلس الأمن الدولي اجتمع أمس الإثنين لإجراء "مشاورات عاجلة" بشأن السودان.
وأوضحت الوزارة أن فرنسا دعت عبر ممثلها بالاجتماع إلى "وقف الأعمال العدائية والالتزام بهدنة إنسانية"، ودعم الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.
وتأتي هذه الدعوات، في وقت لا تزال الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة متواصلة في منطقة القيادة العامة، والمنطقة القريبة من القصر الجمهوري، وكذلك في المنطقة القريبة من مطار الخرطوم، حسبما أفاد مراسل "العربي"، من العاصمة السودانية.
وأضاف مراسلنا، أن هذه الاشتباكات تتواصل فيما يقول كل من الطرفين إنه هو المسيطر حتى الآن على المرافق الإستراتيجية.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع نشرت فيديوهات تقول فيها إنها ما زالت تسيطر على مطار الخرطوم، فيما ردت القوات المسلحة بأن الوضع برمته تحت سيطرتها.