تشهد مدينة السويداء السورية، استنفار عدد من الأجهزة الأمنية والثكنات العسكرية التابعة للنظام السوري، عقب دوي انفجارات في المنطقة ذات الأغلبية الدرزية، فيما أفادت مصادر محلية عن اشتباكات بين فصائل بالمدينة وقوات النظام.
وطالبت أجهزة أمن النظام، أهالي المدينة الابتعاد عن الشرفات والنوافذ والالتزام في البقاء داخل البيوت، وذلك في الوقت الذي استقدم به النظام السوري قوات جديدة، وعمد على نصب حاجز عسكري على "دوار العنقود" وسط المدينة.
بالمقابل، أقدم عدد من عناصر فصائل محلية في المدينة بإطلاق الرصاص والقذائف التحذيرية في سماء المنطقة، مطالبين بانسحاب حاجز قوات النظام هناك.
وتشهد السويداء، مظاهرات مناهضة للنظام السوري منذ أغسطس/ آب 2023، إلا أن النظام لم يستخدم القوة العسكرية تجاه ذلك الحراك الذي انتقد رئيس النظام بشار الأسد ومزق صوره أمام الكاميرات.
وفي أبريل / نيسان الماضي نقل النظام السوري مئات الجنود وعشرات الدبابات والمدرعات من العاصمة دمشق إلى السويداء، وأقدم على تعزيزات عسكرية في مطار خلخلة العسكري شمال السويداء، فيما حذر الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في السويداء من التصعيد، مؤكدًا عدم التراجع وأن المظاهرات السلمية ستتواصل.
هدوء حذر
من جهتها، أفادت شبكة "السويداء 24" بأن المدينة تشهد هدوءًا حذرًا بعد ليلة من التوتر تخللها اشتباكات عنيفة بين الفصائل المحلية وقوات النظام، أدت لإصابات من الجانبين، فضلًا عن خسائر مادية في ممتلكات المدنيين.
وقالت الشبكة المحلية: إن وسطاء من أهالي المحافظة، طلبوا هدنة مؤقتة من الفصائل المحلية، لاستئناف المفاوضات مع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وسط وعود من الوسطاء بالسعي لاتفاق يضمن انسحاب الحاجز الأمني الجديد من جانب دوار العنقود، وهو المطلب الذي تصرّ عليه الفصائل.
ويطالب أهالي السويداء منذ أشهر بالحرية والتغيير السياسي وكشف مصير المُعتقلين، فيما قتل متظاهر نهاية فبراير/ شباط الماضي، متأثرًا بجروح أصيب بها خلال الاحتجاجات.
وبعد يوم واحد من قرار النظام السوري زيادة أسعار المحروقات في 16 أغسطس/ آب 2023 انطلقت مظاهرات في العديد من مناطق المحافظة.
واتخذ المحتجون من ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء نقطة تظاهرة يومية للتعبير عن الحراك السلمي والتمسك بإسقاط النظام السوري، والمطالبة بإطلاق المعتقلين وتطبيق القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن عام 2015 والممهد للحل السياسي في البلاد عقب اندلاع الثورة في مارس/ آذار 2011.