نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لعضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" موسى أبو مرزوق، زعم ناشروه أنّه يُوثّق إعلان القيادي استسلام الحركة ومُطالبتها إسرائيل بوقف إطلاق النار.
وفي الفيديو المزعوم، يقول أبو مرزق إنّه على الإسرائيلي وقف إطلاق النار "ودون ذلك ستكون خسائرنا كبيرة على المستوى الشعبي في الاستمرار بالقتال. وبالتالي، فانّ وقف إطلاق النار مطلوب في الوقت الحاضر وبقوة".
فيديو مجتزأ
وبالبحث عن الحقيقة، وجد موقع مكافحة الإشاعات والأخبار الكاذبة "مسبار"، أنّ الإدعاء المتداول مضلّل، إذ أنّ مقطع الفيديو مجتزأ من سياقه الأصلي.
ويتحدث أبو مرزوق في المقابلة الكاملة، عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتصاعد الحراك والاشتباك مع الاحتلال من عدة جبهات فلسطينية وعربية، ولم يُعلن فيه استسلام الحركة.
وتبيّن أنّ مقطع الفيديو المتداول يعود إلى مقابلة لأبي مرزوق مع قناة "الجزيرة" في الثالث من نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، تحدّث فيها عن تصاعد الحراك الشعبي في الضفة الغربية، والنزاع مع الاحتلال من قبل "حزب الله" في لبنان وحركة "أنصار الله- الحوثيين" في اليمن.
وأشار أبو مرزوق في المقابلة، إلى أنّ التصعيد من عدة أطراف هو الحد الذي يُجبر إسرائيل على وقف إطلاق النار، ودون هذا المستوى ستكون الخسائر كبيرة في الاستمرار بالقتال على المستوى الشعبي.
وأضاف أنّ "وقف إطلاق النار مطلوب في الوقت الحاضر وبقوة، والحد الذي نريد أن نصله في الدعم من الخارج، هو الذي يؤشر إلى فرض وقف إطلاق النار".
ولم يُعلن أبو مرزوق استسلام حركة "حماس" كما ورد في الادعاء، بل أكد في المقابلة ذاتها استمرار المقاومة الفلسطينية، قائلًا: "المقاومة ستبقى موجودة وستستمر، وحتى ولو اختلفت الآليات، واختلفت التكتيكات، فإن المقاومة ستستمر قطعًا، ما بقي الاحتلال، ستقاتل المقاومة بكل ما تملك، وسنرى من الذي يصبر أكثر، ومن الذي يخسر في نهاية المطاف".
ويأتي تداول الادعاء مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ125 على التوالي، وتوجّه قادة من "حماس" إلى القاهرة "لاستكمال المحادثات المتعلّقة بوقف إطلاق النار" مع إسرائيل، في وقت تضغط الإدارة الأميركية للتوصل إلى هدنة.