تروج حسابات رسمية إسرائيلية وأخرى عربية للرواية الإسرائيلية التي تتهم حركة "حماس" بسرقة المساعدات الموجهة لسكان قطاع غزة، ومنع توزيعها على المنكوبين بعد دخولها إلى القطاع.
فقد نشر الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، مقطع فيديو في حسابه الرسمي على منصة "إكس"، وعلّق عليه بالقول: "الاعتداء بالهراوات على المدنيين الذين ينتظرون المساعدات، وسد طريق الأشخاص الذين يحاولون الانتقال من منطقة القتال إلى الغرب، توثيق حياة السكان الخاضعين لسيطرة حماس في خانيونس"، حسب زعمه.
تحقيق يكشف زيف مزاعم الاحتلال
لكن تحقيقا لموقع "مسبار" لمكافحة الإشاعات والأخبار الكاذبة، يظهر أن الفيديو الذي نشره أدرعي، التُقط في أواخر ديسمبر/ كانون الأول الفائت، وليس حديثًا.
كما يشير إلى أنّ القصف والعمليات العسكرية التي ينفذها الاحتلال على مستشفى الأمل والمنطقة المحيطة به يمنع تنقل الناس بحرية في المنطقة وإيصال مساعدات إلى المستشفى، حتى تمنع ذلك حركة حماس كما يدعي أدرعي.
وبحسب تحقيق "مسبار"، لا يظهر مقطع الفيديو أي اعتداء أو ضرب مباشر، إنما استخداما للهراوات لإفساح المجال للشاحنات للوصول إلى الساحة، والتي تحمل معدات طبية لازمة لمستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في قلب مدينة خانيونس.
وقد أكد أحمد حسونة، وهو نازح من مدينة غزة يبلغ من العمر 27 عامًا، الأمر حيث كان موجودًا في المستشفى عندما استخدم عناصر الأمن الهراوات لإخلاء الساحة من المتجمهرين.
قوات الأمن تتابع توزيع المساعدات
وفي الثانية 13 من المقطع، يظهر رجل أمن يضع سلاحه على ظهره ويقف خلف شاحنة يتم تفريغها من المساعدات، ما يشير إلى متابعة قوات الأمن عملية إيصال وتفريغ وتوزيع المساعدات. ووقتئذ يستخدم عنصر أمن آخر الهراوة لإبعاد الملتصقين بالشاحنة، بحسب "مسبار".
وذكر أحمد حسونة لـ"مسبار" أن النازحين قد أُجلوا من المستشفى يوم الإثنين الخامس من فبراير/ شباط الجاري، نتيجة الاستهدافات المباشرة له من قبل القوات الإسرائيلية.
كما تضمن المقطع مشهدًا مُضافًا للفيديو من منطقة سكنية بعيدة عن المستشفى، ابتداء من الثانية 37، يظهر فيها أفراد مسلحون من قوات الأمن، وذلك خلال متابعة الأمن لعملية إيصال المساعدات وتفريغها.
الاحتلال يعرقل دخول المساعدات
في مقابل هذه الادعاءات الإسرائيلية، تؤكد تقارير من منظمات ومسؤولين دوليين أنّ الاحتلال والمستوطنين هم من يعيقون إدخال المساعدات، كما فعل المستوطنون الإسرائيليون في 25 و26 من شهر يناير/ كانون الثاني الفائت.
وفي الأسابيع الأخيرة، عملت قوات التدخل وحفظ النظام في الأسابيع الأخيرة على تأمين واستلام وسير المساعدات، خاصة جنوب القطاع ولا سيما في مدينة رفح.
فقد نقل "مسبار" عن أحد شهود العيان سمير عوض الله، أنّه في أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني "كانت تدخل الشاحنات وبعض الناس يهاجمونها من فرط حاجتهم للمساعدات، لكن منذ أكثر من شهر يعمل عناصر أمن مع معظم الشاحنات التي تدخل إلى مراكز التخزين والتي يكون فيها عناصر أمنية لتأمين دخول وتسليم المساعدات الغذائية".
كما أفادت الصفحة التابعة لشرطة رفح في موقع فيسبوك، في الخامس من فبراير/ شباط الجاري، أن قوات التدخل وحفظ النظام تعمل على تأمين مستودعات وكالة الغوث من أجل توزيع المساعدات الإنسانية والطبية داخل مركز إيواء النازحين، وذلك لتسهيل مهامهم ومساندتهم في أعمالهم الإنسانية.
فيديو مضلل لاقتحام مراكز مساعدات
كما انتشر مقطع مصور في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على أنه لمواطنين يقتحمون مستودعًا تابعًا لحماس في دير البلح للحصول على الطعام.
لكن ذلك المقطع يوثق اقتحام مراكز تابعة "للأونروا" وليست لحركة حماس، بحسب "مسبار". وحصلت الحادثة جراء الجوع الذي حذرت منه الوكالة الأممية عقب الحادثة ومن تفاقم الأوضاع الإنسانية.