تداولت حسابات إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه رجًلا يحمل طفلته حديثة الولادة في أحد خيم النازحين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، زاعمين أنّ الطفلة هي دمية.
وتأتي المزاعم في إطار حملة التشكيك بمعاناة الفلسطينيين نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكتب ناشرو الفيديو: "انظروا إلى دمية الطفل السيليكونية وهي ترتجف. كان من المفترض أن يكون هذا طفلًا مولودًا في الخيمة. عيد ميلاد سعيد دمية السيليكون، مرحبًا بكم في بالي وود"، في إشارة إلى حملة "Pallywood" التي تتّهم الفلسطينيين بتزييف إصاباتهم وشهدائهم من خلال اختلاق مشاهد تمثيلية.
وبالبحث عن الحقيقة من خلال البحث في المصادر العلنية، وجد المرصد الفلسطيني لتدقيق المعلومات "تحقّق" أنّ الإدعاء مضلّل، وأنّ الفيديو الأصلي نشره مراسل قناة "العالم" الإيرانية في غزة أحمد سهمود على تطبيق "إنستغرام".
وأكد الصحفي أحمد سهمود لـ"تحقّق"، أنّ الطفلة التي تظهر في الفيديو ليست دمية، وإنّما طفلة حقيقية، مشيرًا إلى أنّه التقط الفيديو خلال تغطية صحفية في محيط مسجد العطار في مدينة رفح السبت الماضي.
وقال سهمود إنّه خلال تجوّله داخل مخيم للنازحين، نادى عليه رجل يطلب منه توثيق ما يمرون به داخل الخيمة، مشيرًا إلى أنّ الطفلة ولدت قبل يومين من تاريخ التصوير داخل الخيمة لعائلة نعيم التي نزحت من بيت حانون شمال قطاع غزة إلى مدينة رفح.
كما زوّد سهمود "تحقّق" بمقطع فيديو آخر في أثناء إجراء مقابلة مع جدة الطفلة التي تحمل حفيدتها من زاوية قريبة، ويظهر وجهها بشكل واضح، ما يدحض الادعاءات بأنّها دمية.
وتحدّثت الجدة في الفيديو عن الظروف القاسية التي تعيشها العائلة داخل الخيمة، فيما تظهر والدة الطفلة في أقصى الفيديو لكنّها لا تستطيع الحديث بسبب وضعها الصحي.
