تركت مجزرة الاحتلال في مخيم البريج وسط قطاع غزة أمس الخميس، فلسطينيًا مكلومًا فُجع بفقدان أبنائه الأربعة تحت ركام منزله.
لم تكن مأساته وحده، بل تشاطرها مع عشرات العائلات التي تقطن المربع السكني الذي استهدفه القصف الإسرائيلي، مسفرًا عن استشهاد أكثر من 22 شخصًا وتاركًا العشرات بين جرحى ومفقودين بين الأنقاض.
"يابا ردّوا عليّا"
والرجل الذي بدا متمسكًا بأمل العثور على أطفاله الأربعة على الرغم من انهياره باكيًا بين الحين والآخر، نادى عليهم طويلًا وسط بيوت سواها الاحتلال أرضًا في مخيم البريج.
حمل مطرقة بيد وعملت أنامل الأخرى على نفض ما أمكن من الأتربة علّه يجد لأبنائه أثرًا. نادى على سعيد وسلمى مرارًا، وصاح هنا وهناك "يابا ردوا عليّا". وحاول إزالة كومة ضخمة من الركام، فلم يفلح.
ثم انحدر نحو حفرة ضخمة خلفها القصف الإسرائيلي يبحث عند أطرافها ويقرّب أذنيه مصغيًا. ومرة أخرى لم يأته رد أو يجد لأي من أطفاله أثرًا، على ما وثقت الكاميرا التي رصدت بعضًا من مأساته.
آخرون أيضًا كانوا يبحثون عن أحبة في مخيم البريج ومناطق أخرى من قطاع غزة، الذي يتواصل العدوان الإسرائيلي عليه منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مسفرًا عن استشهاد 9061 فلسطينيًا، بينهم 3760 طفلًا، وفق آخر إحصائية لوزارة الصحة في غزة.
