هاجم رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان الجيش وجهاز المخابرات التابع له في إسلام آباد، متهمًا الجهتين بمحاولة تدمير حركة الإنصاف وهي حزبه السياسي، مؤكدًا أنه "ليس لديه أدنى شك" في أنه سيخضع للمحاكمة العسكرية وسيزج به في السجن.
وردًا على سؤال عمن يقف وراء الحملة، قال نجم الكريكيت السابق: "إنها المؤسسة العسكرية، لأنهم أصبحوا صريحين حقًا الآن".
"الجيش متورط بقمع حزبي"
وألقت السلطات الباكستانية القبض الخميس الماضي على برويز إلهي رئيس حزب حركة الإنصاف، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء السابق عمران خان، في مدينة لاهور بشرق البلاد، وفق ما أفادت قناة "جيو نيوز" المحلية.
وبذلك ينضم إلهي إلى قائمة طويلة من قادة رئيسيين في الحزب ألقت السلطات القبض عليهم في الأسابيع القليلة الماضية، في إطار حملة تشنها على مستوى البلاد.
بعد قرار المحكمة الدستورية الباكستانية بالإفراج عنه.. الآلاف من أنصار رئيس الوزراء السابق #عمران_خان يحتفلون في #باكستان pic.twitter.com/9FPh52kr6q
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 12, 2023
ويدير الجيش البلاد بشكل مباشر أو غير مباشر منذ تأسيسها قبل 75 عامًا، ونادرًا ما واجه هذا النوع من التحدي العام لسلطته كالذي واجهه من خان.
وبلغت المواجهة المستمرة منذ عام بين خان والجيش ذروتها عندما تعرضت مبان عسكرية وممتلكات للنهب الشهر الماضي، واتهمت السلطات مؤيديه بالمسؤولية عن تلك الأعمال.
ووصف خان الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت بعد القبض عليه لفترة وجيزة بأنها "عملية ملفقة" الغرض منها استهدافه.
وبدأت السلطات محاكمة العشرات، من بينهم أعضاء في حزبه، أمام محكمة عسكرية للاشتباه في تورطهم في الاحتجاجات.
خان: مصممون على إزاحتي من الطريق
وقال خان لوكالة رويترز: "هذه هي الطريقة الوحيدة التي سيزجون بها بي في السجن"، مضيفًا أن الجيش أراد منعه من العودة إلى السلطة عن طريق الانتخابات المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
ورأى أن نحو 150 قضية جنائية ضده مجرد قضايا عبثية وستسقطها أي محكمة مدنية.
وأردف: "هذا هو أملهم الوحيد، ولأنهم مصممون على إزاحتي من الطريق، أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، إن الهدف من تمثيلية المحاكمات العسكرية هو سجني".
ولفت خان المفرج عنه أخيرًا بكفالة قائلًا: "ليس لدي أدنى شك في أن الغرض من المحاكمات العسكرية هو استهدافي".
وخان هو الزعيم الأكثر شعبية في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة، وفقًا لاستطلاعات الرأي.
وأشار خان إلى أنه حاول التواصل مع الجيش لإجراء محادثات بهدف إيجاد مخرج من الأزمة الحالية لكنه لم يتلق أي رد، موضحًا أنه لا يعرف سبب "إصرار" قائد الجيش الجنرال عاصم منير على تهميشه.
وقبل أن يصبح قائدًا للجيش في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، شغل منير منصب مدير جهاز المخابرات والذي أقيل منه فجأة في عام 2019 عندما كان خان رئيسًا للوزراء.
وأطيح بخان نفسه من منصبه بعد التصويت على سحب الثقة من حكومته في البرلمان العام الماضي، واتهم كبار قادة الجيش بالوقوف وراء هذا التحرك، وهو ما نفته المؤسسة العسكرية.