الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

يهدد أمنها القومي.. دول غربية تعرقل حصول الصين على أشباه الموصلات

يهدد أمنها القومي.. دول غربية تعرقل حصول الصين على أشباه الموصلات

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول مساعي الغرب لعرقة الصين في الوصول إلى أشباه الموصلات (الصورة: غيتي)
تريد الصين إعادة رسم خارطة التجارة العالمية، وتسعى لإيجاد منافذ جديدة تضمن لها بلوغ صناعة الرقائق المتطورة، حيث ما كانت، لكن الغرب يقف بالمرصاد لهذه الطموحات.

عبر بوابة الرقائق الإلكترونية، يتحد الغرب من جديد في وجه الصين هذه المرة، فالولايات المتحدة والعواصم الأوروبية لا تريد تمكن العملاق الآسيوي من ناصية صناعة أشباه الموصلات، ولا أن تصل بكين إلى مرحلة تهدد أمنها القومي، فهي بلدان لا تزال تجهد في احتواء طموحات روسيا التي تشن حربًا في أوكرانيا.

فبكين تريد إيجاد منافذ للوصول إلى صناعة الرقائق، فهي تعلم أن تايوان تستأثر من خلال شركة "تي أس أم سي" بنصيب الأسد من هذه التقنيات، فيما تدرك الولايات المتحدة والغرب حساسية هذه القطع الصغيرة وأهميتها، ويعيان أيضًا مخاطر مقررات اجتماع الحزب الشيوعي الأخير الذي أكد وحدة الأراضي الصينية، وما يعنيه ذلك من تهديد للجزيرة الصغيرة في مساحتها، الهائلة في أهميتها الإستراتيجية والتقنية.

فبعد أسبوع من منع الحكومة الألمانية بيع منشاة محلية لأشباه الموصلات لشركة سويدية تملكها مجموعة صينية، أعلنت نظيرتها البريطانية إجراء مشابهًا، فلندن لا تريد التخلي عن أكبر مصنع في البلاد لصناعة الرقائق الدقيقة لصالح شركة هولندية في العلن، لكنها صينية الجوهر.

وأمرت الحكومة البريطانية شركة "نكس بريا" الهولندية بيع حصتها المهيمنة بعد استحواذها على الشركة الويلزية نظير 75 مليون دولار، فلندن تتبعت جذور الصفقة فتبين لها أن المشتري الحقيقي هو شركة وينك تاك المدرجة في بورصة شانغهاي والمدعومة جزئيًا من الحكومة الصينية.

وجاءت الخطوتان الألمانية والبريطانية بعد تقييد واشنطن مبيعات تكنولوجيا الرقائق إلى الصين، مانعة الشركات الأميركية المنتجة لها من تصديرها إلى العملاق الآسيوي، حتى لا يستخدمها في تطوير الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي، فضلًا عن تعزيز قدراته العسكرية.

فالصين التي تريد إعادة رسم خارطة التجارة العالمية بمبادرة الحزام وطريق الحرير تسعى لإيجاد منافذ جديدة تضمن لها بلوغ صناعة الرقائق المتطورة، حيث ما كانت، لكن الغرب يقف بالمرصاد لهذه الطموحات، فمن يمتلك التكنولوجيا الأكثر تقدمًا هو من ستدين له السيطرة مستقبلًا.

"مكان محوري"

وفي هذا الإطار، أوضح المختص في التكنولوجيا وخبير المعلومات خالد صافي، أن تايوان تهيمن وبشكل كبير على الرقائق الإلكترونية من خلال شركتها التي تصدر نحو 60% من منتجاتها في أشباه المواصلات إلى الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن تايبيه تصدر إلى العالم أكثر من 92% من أشباه الرقائق، ما يجعلها على قائمة الأولية والاهتمام لدى كل من أميركا والغرب والصين.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من اسطنبول، أن هذا الأمر يجعل من تايوان مكانًا محوريًا، ويجعل الجميع ينظر إليها في أي اتجاه تذهب إليه وأي جهة ستقوم بعمل العقوبات عليها، موضحًا في حال اتجاه تايوان إلى الصين، فسيكون هناك خطر كبير عليها فيما يتعلق بالمقاطعات من دول الغرب، وفي حال توجهها إلى البر الرئيسي التابع للصين فهي تغامر بشكل آخر بجعلها منضوية تحت هذا اللواء الذي سيقوم إما باحتوائها كليًا أو القضاء عليها حتى يعطل من تقدم المعسكر الغربي.

وتابع صافي أن هناك محاولات جادة وحثيثة ما بين الأطراف المتناحرة لاحتواء الأزمة، لكن الواضح أن الهيمنة بشكل كبير جدًا هي للصين، فيما تحتاج أميركا إلى العمل على اتجاهين الأول تطوير صناعاتها في صناعة أشباه الموصلات، وإيقاف تقدم الصين في استحواذها على الكثير من هذه التقنيات.

وأردف أن الرقائق تدخل في معظم الصناعات وهي مستقبل العصر الحديث، وتؤثر بشكل كبير على القرارات على مستوى العالم، وأن أي خلل في توريدها أو عمليات صناعتها وتدفقها يمكن أن يتسبب وبشكل كبير جدًا في خلل المنظومة الإنتاجية والتقنية العالمية التي تطال كل بيت تقريبًا.

وبين صافي أن السياسية الأميركية حيال الرقائق الإلكترونية واضحة جدًا في أن تعرقل وصول الصين إلى هذه التقنيات، وفي الوقت نفسه هي بحاجة إلى تطوير قدراتها في إنتاج هذه التقنيات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close