الخميس 5 Sep / September 2024

يوم دموي في تشاد.. سقوط 50 قتيلًا في مظاهرات احتجاجية ضد حكم الجيش

يوم دموي في تشاد.. سقوط 50 قتيلًا في مظاهرات احتجاجية ضد حكم الجيش

شارك القصة

فقرة ضمن برنامج "الأخيرة" تسلط الضوء على الاحتجاجات التي تشهدها تشاد (الصورة: غيتي)
تشهد تشاد احتجاجات شعبية ضد حكم الجيش الذي كان من المفترض أن يسلم السلطة إلى منتخبين مدنيين لكنه مدد فترة حكمه الانتقالية لعامين آخرين.

أعلنت الحكومة في تشاد، يوم أمس الخميس، عن مقتل نحو 50 شخصًا خلال صدامات دامية بين الشرطة ومتظاهرين احتجوا على سيطرة الجيش على السلطة، كما فرضت حظر تجول ليلًا.

وتظاهر مئات في العاصمة نجامينا، ومناطق أخرى الخميس تزامنًا مع الموعد الذي وعد فيه الجيش عند تسلمه السلطة بنقل الحكم لمدنيين منتخبين قبل أن يمدد مؤخرًا الفترة الانتقالية لعامين إضافيين.

وأكد رئيس الوزراء التشادي صالح كبزابو مساء الخميس سقوط خمسين قتيلًا، موضحًا أن معظمهم وقعوا في نجامينا، ومدينتي موندو وكومرا، فيما أصيب أكثر من 300 آخرين، معلنًا أن فرض حظر تجول بين الساعة السادسة مساء وحتى السادسة صباحًا بالتوقيت المحلي، سيظل ساري المفعول حتى "الاستعادة التامة للأمن" في بؤر الاضطرابات.

كبزابو أعلن كذلك عن "تعليق جميع أنشطة" أحزاب معارضة بارزة، متعهدًا بفرض النظام في أنحاء البلاد.

وسبق أن قدرت الحكومة عدد القتلى بـ30 بينهم عشرة من عناصر قوات الأمن. وقال المتحدث باسم الحكومة عزيز محمد صالح إن تظاهرة محظورة تحولت تمرّدًا، متهمًا المتظاهرين بمهاجمة مبانٍ عامة.

وشوهدت سحب دخان أسود وسمعت طلقات غاز مسيل للدموع في العاصمة، بينما أقيمت حواجز في عدّة أجزاء من المدينة وأُحرقت الإطارات على طرق رئيسية، وأغلق كثير من التجار محالهم في وسط نجامينا.

واستهدف المتظاهرون مقرّ حزب "الاتحاد الوطني للتنمية والتجديد" الذي ينتمي إليه كبزابو والذي "احترق جزئيًا"، حسبما صرّح نائب رئيس الحزب سيليستان توبونا.

إدانات دولية

فرنسا دانت أعمال العنف، وقالت خارجيتها في بيان إنّ "عنفًا وقع صباح اليوم في تشاد، خصوصًا مع استخدام الأسلحة الفتّاكة ضد المتظاهرين، وهو ما تدينه فرنسا"، مؤكدة في الوقت ذاته أن باريس لا تؤدي "أي دور في هذه الأحداث".

من جهته قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد في تغريدة إنه "يدين بشدة قمع" الاحتجاجات ويدعو إلى انتهاج طرق سلمية لتجاوز "الأزمة" في البلاد. وفي وقت لاحق، دان الاتحاد الأوروبي تصرف السلطات التشادية.

وقال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل في بيان إن "قمع التظاهرات والاستخدام المفرط للقوة يشكلان انتهاكًا خطيرًا لحرية التعبير والتظاهر، ما يقوض العملية الانتقالية الجارية"، داعيًا إلى محاكمة المسؤولين عن ذلك.

الأمم المتحدة من جهتها أشارت إلى أنها "تستنكر الاستخدام المميت للقوة"، ودعت إلى إجراء تحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المبلغ عنها.

وطالب مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش" في وسط إفريقيا لويس مودج، بإجراء تحقيق محايد لتحديد المسؤولية وضمان عدم استخدام القوة إلا كإجراء أخير.

"قبضة الحديد"

وجاءت أعمال العنف في تشاد في أعقاب حوار وطني نظمه القائد العسكري القوي محمد إدريس ديبي إتنو، الذي مدد فترة بقائه على رأس السلطة، حيث تولى الجنرال البالغ 38 عامًا السلطة في أبريل/ نيسان 2021 بعيد مقتل والده إدريس ديبي إيتنو الذي حكم البلاد بقبضة حديد لثلاثة عقود. وقتل الرئيس السابق أثناء توجهه إلى الجبهة للاشراف على معارك ضد متمردين.

وأثار ديبي الابن مذاك غضب الكثيرين في الداخل، وأحرج داعميه في الخارج بالبقاء في السلطة بعد الموعد النهائي لتسليم الحكم إلى مدنيين منتخبين والذي ينتهي الخميس.

ومدد المشاركون في حوار وطني فترة حكم ديبي سنتين مع اقتراب انتهائها. فقد وافقوا في 1 أكتوبر/ تشرين الأول على جدول زمني جديد يضع "حدًا أقصى" لإجراء الانتخابات مدته 24 شهرًا. كما عيّنوا ديبي "رئيسًا انتقاليًا" وسمحوا له بالترشح في الانتخابات المقررة.

وأدى الجنرال الشاب اليمين في 10 تشرين الأول/ أكتوبر، وعيّن لاحقًا "حكومة وحدة وطنية" برئاسة صالح كبزابو، وهو معارض وصحافي سابق يبلغ 75 عامًا.

وللدولة الصحراوية الشاسعة الواقعة في منطقة الساحل تاريخ طويل من الانقلابات، والاضطرابات السياسية منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close