السبت 16 نوفمبر / November 2024

5 يوليو في بلد المليون شهيد.. ذاكرة تحفظ التضحيات التي انتزعت الاستقلال

5 يوليو في بلد المليون شهيد.. ذاكرة تحفظ التضحيات التي انتزعت الاستقلال

شارك القصة

تمثال الأمير عبد القادر أحد قادة المقاومة الجزائرية
تمثال الأمير عبد القادر أحد قادة المقاومة الجزائرية (غيتي)
ما أثمر تحرّر الجزائريين من القهر والظلم في الخامس من يوليو 1962، كانت بداياته مع مطلع نوفبر/ تشرين الثاني لعام 1954 مع انطلاقة الثورة ضد الاستعمار. 

تحتفل الجزائر في الخامس من شهر يوليو/ تموز باستقلال مخضّب بدماء أكثر من مليون شهيد، انتزعته من فرنسا.

ففي ذلك اليوم من عام 1962، أنهى مجاهدو الجزائر المسلّحون بالبنادق البدائية 132 عامًا من الاحتلال. 

نار تحت أقدام فرنسا

وذلك ما أثمر تحرّر الجزائريين من القهر والظلم. كانت بداياته مع مطلع نوفبر/ تشرين الثاني لعام 1954 مع انطلاقة الثورة ضد الاستعمار. 

حينها أشعل 1200 مجاهد جزائري النار تحت أقدام فرنسا، التي عملت على إحباط الثورة في مهدها. غير أن الجزائريين كانوا لها بالمرصاد، ولم يتوانوا عن تقديم الغالي والنفيس في سبيل استقلالهم. 

وفي غرف التعذيب التي أملت فرنسا من خلالها ثني الجزائريين عن مسعاهم للتحرر، كُتبت صفحة أليمة، يتذكرها من عاش ويلاتها من الجزائريين بعد أن خرج منها حيًا. 

وقد كتب "الجلّاد الأوّل"، وهو أحد جنرالات الجيش الفرنسي واسمه بول أوساريس شهادته عمّا دار في تلك الغرف خلال الثورة الجزائرية. ففاجأ الرأي العام الفرنسي والجزائري بأسلوب الاعتزاز والافتخار بكل الجرائم التي أقرّ بها في المذكرات. 

فشهادته التي جاءت "مرعبة" لم تأتِ بدافع الندم، حيث أكد أنه فعل كل ذلك "من أجل فرنسا".

راهنًا تنتظر الجزائر اعتذار فرنسا على "جرائمها الاستعمارية"، وقد قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسلسلة "إجراءات رمزية" في محاولة لـ"مصالحة الذاكرة" بين ضفتي البحر المتوسط.

"تاريخ مسجّل بأحرف من ذهب"

وفي ذكرى استقلال الجزائر التي تحل اليوم، يتذكر عميد مجاهدي عين الدفلى عباس امحمد مشاركته قبل 59 عامًا في احتفالات استقلال الجزائر؛ اليوم الذي شكل "منعرجًا حاسمًا" في تاريخ البلاد.

وتنقل وكالة "الأنباء الجزائرية" عن الرجل البالغ 90 عامًا، قوله إن "الرجوع إلى ما قبل 60 سنة لوصف فرحة الجزائريين في ذلك اليوم ليس بالأمر السهل بالنسبة لي، لأن الكثير من الذكريات والمشاعر تنتابني".

وامحمد كان قد التحق بالمجاهدين في الجبال في بداية أبريل/ نيسان 1956. وبالنسبة له، فإن الخامس من يوليو 1962 هو تاريخ مسجّل بأحرف من ذهب لأنه يشكل بداية ميلاد أمة.

ويؤكد امحمد أن أكثر التفاصيل التي أثّرت في نفسه في ذلك اليوم هو رؤيته للعلم الوطني في كل مكان، وسط تجمعات المواطنين الذين رفعوه عاليًا.

احتفاء افتراضي بالاستقلال

على مواقع التواصل الاجتماعي أحيا جزائريون كثر افتراضيًا استقلال بلادهم، فاستذكروا شهداءهم وثمنوا تضحياتهم.

فكتبت دارين على تويتر: "بين الحرية وطلب الاستقلال، كان أبطال هذه القصة الفريدة مليون ونصف المليون شهيد، وملايين اليتامى والثكالى والأرامل، وكُتبت أحداثها بدماء قانية غزيرة أُهرِقت في ميادين المقاومة، وفي المساجد، وفي الجبال".

بدورها، أشارت هبة إلى أن الذكرى 59 لاستقلال الجزائر تحل بعد نضال حافل بالبطولات، لافتة إلى أن الرجال الجزائريين افتدوا البلاد بأرواحهم لتحيا حرة مستقلة.

أما أحمد فتمنى للجزائر "دوام عزها، وسيادتها، ومواقفها، وتاريخها، وبطولاتها".

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
Close