استشهد ما لا يقل عن 16 فلسطينيًا، بينهم 9 أفراد من عائلة واحدة، جراء غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان وحرب إبادة جماعية للعام الثاني على التوالي.
ووفقًا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، فقد أكد مسعفون من الهلال الأحمر انتشال 9 شهداء من عائلة واحدة بعد استهداف طائرة إسرائيلية شقة سكنية بجوار "سوق البسطات" في حي الشجاعية شرقي غزة.
انتشال جثامين عشرات الشهداء
وانتشل مسعفون جثامين ثلاثة شهداء، بينهم طفل، إضافة إلى عدد من المصابين، بعد قصف طائرات الاحتلال منزلًا في مخيم النصيرات وسط القطاع. وقد جرى نقل الضحايا إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات.
وفي إطار تصعيد الاحتلال المتواصل، دوَّت انفجارات ناتجة عن قصف مدفعي إسرائيلي في أحياء مختلفة من مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق نار من طائرات مسيّرة إسرائيلية في منطقة التوام شمال غرب المدينة.
كما شهدت ساعات الفجر الأولى اليوم الأربعاء، انتشال جثامين أربعة شهداء، بينهم طفل، من تحت أنقاض منزل في مخيم البريج، بعد استهدافه بغارة جوية.
وتواصلت الغارات الإسرائيلية في محيط مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، فيما تحدثت مصادر محلية عن انتشار جثامين عشرات الشهداء في شوارع مخيم جباليا، في ظل تصاعد القصف المدفعي وإطلاق النار في مناطق متعددة، منها محيط شارع السكة في حي الزيتون جنوب شرق غزة.
وفي تطور متزامن، شنت الطائرات الإسرائيلية قصفًا صاروخيًا مكثفًا على منطقة الصفطاوي غرب مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق طائرات مسيّرة من نوع "كواد كوبتر" نيرانها على منازل المواطنين، مما أدى إلى زيادة الخسائر المادية والبشرية.
وكانت مصادر طبية في القطاع أكدت في وقت سابق الليلة، استشهاد عدد من الفلسطينيين إثر استهداف طائرة حربية مركبة مدنية عند مدخل النصيرات الغربي، بينما استُشهد شاب وأصيب آخرون في قصف آخر استهدف أرضًا زراعية في محيط بلدة الزوايدة وسط القطاع.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من جميع المحاور، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد 41,965 فلسطينًا وإصابة 97,590 آخرين، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء.
هاريس تتحدث عن إحراز بعض التقدم بشأن غزة
في سياق متصل، قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، الثلاثاء، خلال ظهورها في برنامج تلفزيوني، إنه جرى إحراز بعض التقدم فيما يتعلق بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لكن "لا معنى له" ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بالفعل.
وأضافت هاريس خلال المقابلة التي ستذاع كاملة في وقت لاحق: "يجب أن نتوصل لوقف لإطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن في أقرب وقت ممكن".
وستواجه هاريس الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من الشهر المقبل.
وبعد عام من العدوان على قطاع غزة فشلت كل محاولات التوصل إلى وقف إطلاق نار، حيث تستكمل إسرائيل ارتكاب المزيد من المجازر في القطاع المحاصر منذ 17 عامًا.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية، قالت أمس الثلاثاء: إن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت قرّر تأجيل زيارته الرسمية المقرر أن يقوم بها هذا الأسبوع إلى واشنطن، وبالتالي تأجيل مناقشة الوضع في الشرق الأوسط مع نظيره الأميركي لويد أوستن.
توتر بين نتنياهو وبايدن
وفي السياق، قال مراسل التلفزيون العربي، أحمد خير الدين من واشنطن: إن المسؤولين الأميركيين يكرّرون ضرورة التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار.
وأضاف المراسل أن "الخارجية الأميركية فصلت بين وقف إطلاق النار في لبنان وغزة، خصوصًا أنها كانت تدعو لوقف إطلاق النار في لبنان لمدة 21 يومًا، ثم عادت واشنطن وقالت إن حزب الله هو الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار ويوافق على فصل الجبهتين".
وأشار المراسل إلى أنه "يوجد تحفظ بشأن أسباب تأجيل غالانت لزيارته إلى واشنطن وعلاقة ذلك بطلب نتنياهو بأن يكون هناك اتصال مباشر مع الرئيس بايدن، ما يعني أن العلاقة متوترة بين نتنياهو وبايدن".
وأردف: "البيت الأبيض يتحفظ على المواقف الإسرائيلية مقابل تحميل حماس وحزب الله المسؤولية عن عدم التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار".