كثف الاتحاد الأوروبي، دعمه العسكري لأوكرانيا مع إطلاقه، اليوم الإثنين، مهمة لتدريب 15 ألف جندي أوكراني على أراضيه وتخصيص تمويل جديد قدره 500 مليون يورو لإمداد هذا البلد بالأسلحة، والذي يخوض حربًا لصد روسيا منذ ثمانية أشهر.
وتوجه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا خلال اجتماع لنظرائه في الاتحاد الأوروبي عبر الفيديو من ملجأ في كييف وحثهم على توفير المزيد من الدفاعات الجوية وفرض عقوبات على إيران بسبب إمدادها روسيا بمسيّرات بعد الضربات التي نفذت على المدينة.
زيادة المساعدة الأوروبية
بدوره، كتب جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في تغريدة من الاجتماع في لوكسمبورغ قائلًا: "بينما يتحدث دميترو كوليبا إلينا من ملجأ نرفع المساعدة العسكرية للاتحاد الأوروبي إلى 3,1 مليارات يورو (3 مليارات دولار) ونطلق مهمة التدريب العسكري الأوروبي لأوكرانيا".
ومضى بوريل يقول: "الهجمات الروسية الأخيرة العشوائية لن تزعزع تصميمنا على دعم أوكرانيا بل ستعززه فقط".
وبعد ثمانية أشهر تقريبًا على بدء الحرب، تحرز القوات الأوكرانية تقدمًا في ساحة المعركة ويحرص داعمو كييف الغربيون على التأكد من أن لقواتها القدرة على مواصلة القتال.
وتجري عدة مهمات تدريب في دول أعضاء مختلفة ولا سيما في ألمانيا وفرنسا حيث يتم تدريب عسكريين أوكرانيين على استخدام مدافع وقاذفات صواريخ ودفاعات جوية أرسلها الأوروبيون لأوكرانيا.
لكن الاتحاد الأوروبي تخلف في تقديم تدريب واسع النطاق لمساعدة الجيش الأوكراني في مواجهة القوات الروسية، بينما قامت الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا بتدريب آلاف الجنود.
وستبدأ مهمة التدريب الأوروبية عملها الشهر المقبل، وستبلغ ميزانيتها حوالى 105 ملايين يورو لفترة أولية من عامين.
#روسيا تواصل قصف مواقع أوكرانية و #كييف تعلن القضاء على 64 ألف جندي روسي#العربي_اليوم تقرير: فرح قداده pic.twitter.com/QStzHRKZaC
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 15, 2022
وقال مسؤول إن الخطة تهدف إلى توفير تدريب أساسي لـ12 ألف جندي وتدريبات متخصصة لـ2800 آخرين.
ومن المقرر أن تكون بولندا المجاورة لأوكرانيا بمثابة المحور الرئيس للمهمة، كما ستكون ألمانيا مركزًا رئيسًا للتدريب، بينما ستستمر البرامج التي تديرها الدول الأعضاء منفردة، ويمكن دمجها في مهمة الاتحاد الأوروبي لاحقًا.
وسترفع المساعدة الجديدة بقيمة 500 مليون يورو لتأمين أسلحة، المساهمة الأوروبية إلى ثلاثة مليارات يورو. كذلك، أنفقت الدول الأعضاء أكثر بشكل فردي.
مسيرات إيرانية في المعركة
في غضون ذلك، ناقش وزراء الاتحاد الأوروبي استخدام موسكو لمسيّرات إيرانية الصنع لضرب أهداف في أوكرانيا، لكن من غير المتوقع فرض عقوبات بعد. ورفضت طهران الاتهامات بأنها زودت روسيا بأسلحة "لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا".
لكن بروكسل، تؤكد أنها تجري تحقيقًا في الانتهاكات المحتملة لقرار للأمم المتحدة ويمكن أن تفرض عقوبات.
وقال بوريل: "سنبحث عن أدلة ملموسة بشأن المشاركة التي تنفيها إيران بأشد العبارات الممكنة".
وفي سياق ذي صلة، استهدفت القوات الروسية عدة منشآت حيوية في كييف وعدد من المدن الأوكرانية باستخدام طائرات كاميكازي المسيرة الانتحارية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، في وقت تؤكد كييف تدمير معظمها.
ودوت صافرات الإنذار في العاصمة كييف من جديد، وبشكل متكرر وسط فرار السكان إلى الملاجئ.
وصباح اليوم الإثنين، أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليكو، في بيان نشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، سماع دوي 4 انفجارات في منطقة سيفتشينسكي التابعة للعاصمة.
وسبق ذلك، ذكر الجيش الروسي، اليوم الإثنين أنه أصاب جميع أهدافه في أوكرانيا، بعد ضربات دامية استهدفت صباحًا منشآت حيوية في ثلاث مناطق أوكرانية وتسببت بانقطاع التيار الكهربائي عن بلدات.
وتأتي هذه التطورات فيما، تحتدم معارك الجهة الشرقية في أوكرانيا، وتنفتح على عدة جبهات أبرزها خيرسون وباخموت في منطقة دونباس، حيث تدور اشتباكات مباشرة وقصف جوي متبادل، وضربات لتعزيز نفوذ أخرى لتأمين مواقع، بما يوحي بالتكافؤ.