السبت 16 نوفمبر / November 2024

"المرأة الخارقة" بمرمى الانتقادات مجددًا.. ما علاقة ناشونال جيوغرافيك؟

"المرأة الخارقة" بمرمى الانتقادات مجددًا.. ما علاقة ناشونال جيوغرافيك؟

شارك القصة

غال غادوت
غادوت كانت جندية في الجيش الإسرائيلي ووُلدت في قرية تم تشييدها فوق بلدة كفر قاسم (غيتي)
ما وضع غادوت في مرمى الانتقادات هذه المرة هو مشاركتها في سلسلة وثائقية من إنتاج "ناشونال جيوغرافيك" التي أعادت إلى الأذهان مواقفها المؤيدة لإسرائيل.

بعد ردود الفعل التي أثارتها مواقفها خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، تعود الممثلة الإسرائيلية غال غادوت، التي اشتهرت بدور "المرأة الخارقة"، إلى الواجهة لتنال من جديد حصة وافرة من الانتقادات.

ما وضعها في مرماها هذه المرة هو مشاركتها في سلسلة وثائقية من إنتاج "ناشونال جيوغرافيك"، التي أعادت إلى الأذهان مواقفها المؤيدة لإسرائيل.

فالسلسلة ترصد تحت عنوان "Impact" (تأثير) قصص 6 سيدات من السكان الأصليين في القارة الأميركية، وهو ما رسم علامات استفهام وتعجب، إذ كيف تتحدث غادوت عن السكان الأصليين في أميركا، بينما تدافع عن انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين؟!.

ازدواجية في اختيار غادوت

وكتب المستخدم حسن إبراهيم في تغريدة على موقع تويتر: "طالبوا ناشونال جيوغرافيك بإيقاف تعاونهم مع غال غادوت، إذا كانت فعلًا تهتم لحقوق السكان الأصليين".

وظهرت الناشطة الأميركية آرييل غولد في مقطع مصوّر، قالت فيه: "خلال العدوان الإسرائيلي المتوحش على غزة عام 2014، الذي قُتل على إثره أكثر من 2000 فلسطيني، العديد منهم من الأطفال غرّدت غال غادوت: أنا أحب الجيش الإسرائيلي".

وأضافت الناشطة: "لا يمكنك أن تحبي الجيش الإسرائيلي وتدافعي عن حقوق السكان الأصليين".

من ناحيتها، أطلقت منظمة "كود بينك" حملة إلكترونية تطالب "ناشونال جيوغرافيك" وقف التعاون مع غادوت.

وأشار بيان الحملة إلى أن غادوت خدمت بصفتها مجندة في الجيش الإسرائيلي ثم استغلت خدمتها في مهنة عرض الأزياء لتبييض جرائم الحرب الإسرائيلية وأعمال العنف ضد السكان الأصليين.

ولفتت إلى أن غادوت "تواصل دعمها القوي للجيش الإسرائيلي وإسرائيل، اللذين يواصلان تطهير الفلسطينيين عرقيًا من أرضهم".

إلى ذلك، توقف كثيرون عند ما وصفوه بـ"الازدواجية" في اختيار غادوت "للدفاع عن حقوق السكان الأصليين ومنع تهجيرهم، بينما تدافع عن عدوان وانتهاكات الاحتلال ضدّ الفلسطينيين".

يُذكر أن السلسلة بدأ عرضها في 26 أبريل/ نيسان الماضي، إلا أن تصريحات غادوت إثر العدوان الإسرائيلي على غزة دفعت إلى إطلاق الحملة والمطالبة بوقف عرض السلسلة، التي تبقى منها حلقة واحدة تُعرض يوم الإثنين المقبل.

ووقع أكثر من 5 آلاف شخص على العريضة حتى الآن.

"بلدي في حالة حرب"

غال غادوت، التي اشتهرت بدور "المرأة الخارقة" في السينما الأميركية، كانت قد نشرت بيانًا على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي إثر بدء عدوان الاحتلال الأخير على قطاع غزة، قالت فيه: "قلبي ينفطر. بلدي في حالة حرب أنا قلقة على عائلتي وأصدقائي وشعبي".

واعتبرت أن ما يجري "حلقة مفرغة" ممتدة منذ زمن طويل، وأن "إسرائيل تستحق العيش بحرية وسلام وجيراننا كذلك"، في إشارة منها للفلسطينيين أصحاب الأرض.

وقالت غادوت إنها تصلي للضحايا ولقادتها كي يصلوا إلى حل وإلى أيام أفضل.

وأثار البيان موجة غضب وانتقادات واسعة ودعوات لمقاطعة الممثلة؛ وهذا ما دفعها إلى إلغاء خاصية التعليقات على المنشور.

وقالت تقارير صحفية غربية: إن الهجوم على غادوت كان بسبب ما اعتبره الناس نفاقًا في مطالبتها بالحل السلمي، كما أن غادوت كانت نفسها جندية في الجيش الإسرائيلي، وهي التي وُلدت في قرية تم تشييدها فوق بلدة كفر قاسم التي شهدت واحدة من أبشع المجازر وأكثرها ترويعًا في تاريخ الاحتلال، حيث راح ضحيتها 49 فلسطينيًا على يد حرس الحدود في جيش إسرائيل عام 1956.

ولم يكن المنشور المؤيد لدولة الاحتلال قبل أيام الأول من نوعه، فخلال العدوان على غزة عام 2014، نشرت الممثلة الحاصلة على لقب ملكة جمال إسرائيل عام 2004، والمجندة السابقة في الجيش الإسرائيلي بين عامي 2005 و2007، عبر حسابها على موقع فيسبوك التالي: "أبعث بمحبتي وصلاتي لأبناء بلدي الإسرائيليين، لا سيما لجميع الفتيان والفتيات الذين يخاطرون بحياتهم لحماية وطني ضد الأفعال المروعة التي تقوم بها حماس، المختبئة مثل الجبناء خلف النساء والأطفال.. سنتغلب عليهم".

تجاهل تهجير أصحاب الأرض

حري القول أن غادوت التي تُدافع ضد تهجير السكان الأصليين في أميركا تجاهلت تهجير أصحاب الأرض الفلسطينيين منذ النكبة عام 1948، حين هُجر أكثر من 750 ألف فلسطيني قسرًا من بيوتهم وأراضيهم.

وإسرائيل احتلت بعد ذلك في عام 1967 ـ خلال النكسة ـ  الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة مع شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان السورية.

وتهجر على إثر ذلك نحو 300 ألف فلسطيني من منازلهم وأراضيهم. 

يذكَر أنّ سياسة التهجير القسري هذه بحق أصحاب الأرض الفلسطينيين ما زالت مستمرة.

ويندرج في سياقها ما يواجهه نحو 500 فلسطيني من أهالي حي الشيخ جراح؛ من حيث خطر الإخلاء القسري من منازلهم لصالح المستوطنين، وهو الأمر الذي قالت عنه الأمم المتحدة إنه "يرقى إلى مستوى جرائم حرب".

كما أن نحو 86 عائلة في حي بطن الهوى في بلدة سلوان في القدس تواجه خطر التهجير القسري من منازلهم لصالحهم المستوطنين.

ويؤكد أهالي الأحياء المقدسية استمرار وقوفهم بوجه إجراءات الاحتلال، والمقاومة والصمود في بيوتهم.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close