الثلاثاء 17 Sep / September 2024

لندن تقترح نشر قواتها في أوروبا.. هل تنفذ موسكو "انقلابًا" في كييف؟

لندن تقترح نشر قواتها في أوروبا.. هل تنفذ موسكو "انقلابًا" في كييف؟

شارك القصة

مقابلة ضمن "الأخيرة" مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة "جورج تاون"، عاطف عبد الجواد حول تطورات الأزمة الأوكرانية الروسية (الصورة: غيتي)
قال رئيس الحكومة البريطانية إنه سيقترح على حلف الناتو تنفيذ انتشار عسكري في أوروبا، وذلك على خلفية تصاعد التوتر الروسي الأوكراني.

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس السبت، أنّ بلاده ستقترح على حلف شمال الأطلسي نشر قوات وأسلحة وسفن حربية وطائرات مقاتلة في أوروبا، في إطار عملية انتشار عسكري "كبيرة"، ردًا على تصاعد "العداء الروسي" تجاه أوكرانيا.

وأوضح مكتب رئيس الوزراء البريطاني أنّ هذا الاقتراح الذي يُفترض تقديمه خلال اجتماع للقادة العسكريّين للحلف الأطلسي الأسبوع المقبل، قد يؤدي إلى مضاعفة عديد القوات البريطانية المنتشرة حاليًا في أوروبا الشرقية، وتوفير "أسلحة دفاعية" لإستونيا.

وفي بيان، قال جونسون إنّ مجموعة الإجراءات هذه "ستبعث رسالة واضحة إلى الكرملين- لن نتسامح مع نشاطهم المزعزع للاستقرار، وسنقف دائمًا إلى جانب حلفائنا في الناتو، في مواجهة العداء الروسي".

وأضاف: "أصدرتُ الأمر لقواتنا المسلّحة بالاستعداد لنشر قوّات في أوروبا الأسبوع المقبل، لضمان قدرتنا على دعم حلفائنا في الناتو برًا وبحرًا وجوًا".

واعتبر جونسون أنّه إذا اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إراقة الدماء والدمار" في أوكرانيا، فسيكون ذلك "مأساة لأوروبا"، قائلاً إنّ "أوكرانيا يجب أن تكون حرّة في اختيار مستقبلها".

وكان جونسون قد كشف الجمعة عن نيته التحدث إلى بوتين هاتفيًا في الأيّام المقبلة لحثه على وقف التصعيد بشأن أوكرانيا.

وبلغت العلاقات بين روسيا والغرب أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، وذلك بعد نشر موسكو عشرات آلاف القوات على حدود أوكرانيا في الأشهر الأخيرة، ما أثار مخاوف من حدوث غزو.

وتنفي الحكومة الروسية من جهتها، أيّ خطط من هذا القبيل، وهي تصر على الحصول على ضمانات مكتوبة في ما يتعلّق بأمن روسيا، بما في ذلك عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.

تشديد نظام العقوبات

والإثنين، يُرتقب أن تُعلن لندن تشديد نظامها الخاص بالعقوبات، من أجل أن تتمكّن المملكة المتّحدة من استهداف مصالح إستراتيجية ومالية لموسكو، في ضوء اتهامات موجّهة إليها بغض الطرف عن تدفق الأموال الروسية على أراضيها.

كذلك، سيتمّ إيفاد مسؤولين بريطانيين إلى بروكسل، مقر قيادة الناتو، لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل العرض العسكري البريطاني، بعد مناقشة الوزراء يوم الإثنين للخيارات المختلفة المتاحة أيضًا. وفي اليوم التالي، يُطلع رئيس هيئة أركان الدفاع البريطاني توني راداكين، مجلس الوزراء على الوضع في أوكرانيا.

ووفقًا لمكتب جونسون، فإنّ النشر المحتمل لطائرات وسفن حربية ومتخصصين عسكريين وقوات وأسلحة سيُقوي دفاعات الأطلسي ويُعزّز "دعم المملكة المتحدة لشركائها".

ولدى بريطانيا نحو 900 عسكري يتمركزون في إستونيا وأكثر من 100 في أوكرانيا، في إطار مهمة تدريبية بدأت عام 2015. كما يوجد حاليًا نحو 150 جنديًا من وحدة مدرعات خفيفة في بولندا.

وبحسب داونينغ ستريت، فإنّ حاملة الطائرات "إتش. إم. إس. برينس أوف ويلز" في منطقة القطب الشمالي، هي في حالة تأهّب "إذا ما استمر تصاعد التوتر".

وعلى الصعيد الدبلوماسي، من المقرّر أن يتوجّه وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيان ليز تراس وبن والاس إلى موسكو، لإجراء محادثات مع نظيرَيهما الروسيَين في الأيام المقبلة. وبحسب داونينغ ستريت "سيعملان على تحسين العلاقات مع الرئيس بوتين والتشجيع على التهدئة".

في السياق نفسه، كان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن عن نيته إرسال قوات أميركية إلى أوروبا الشرقية قريبًا، وسط تصاعد التوتر الروسي الأوكراني.

"حركة انقلابية"

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة "جورج تاون"، عاطف عبد الجواد، أن واشنطن ما زالت تنتظر رد موسكو على الجواب الأميركي الخاص بالهواجس الروسية، رغم أنها لا تفي بجميع المطالب الأمنية لروسيا، أبرزها عدم توسع حلف الناتو شرقًا.

لكنّه يشير في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إلى أنّ الرد الأميركي ذهب إلى أبعد من مشكلة أوكرانيا، حيث تطرّق مثلًا إلى مسائل نزع التسلّح الإستراتيجي في أوروبا ووضع سقف لها وللمناورات الحربية والبحرية التي يقوم بها الناتو بالقرب من الحدود الروسية.

مع ذلك، يعرب عبد الجواد عن اعتقاده بأن الردود الأميركية غير كافية بالنسبة إلى روسيا، لكنه يعتبر أنها قد تكون "بادرة أمل" للخوض بمفاوضات دبلوماسية سلمية بين الطرفين.

ولا يستبعد أن يكون حلف شمال الأطلسي على موقف واحد تجاه التدخل العسكري في حال شنت روسيا الحرب على أوكرانيا، حيث سيكون ذلك بمثابة تهديد مباشر لهذه الدول وستعمل على الدفاع عن نفسها بغض النظر عن كييف.

ويخلص عبد الجواد إلى أن المعطيات تشير إلى أن الحشد الروسي على حدود أوكرانيا دليل على أن موسكو تعتزم ترتيب حركة انقلايبة في كييف ضد الرئيس فولوديمير زيلينسكي، كما أنها قد تسعى إلى إعلان استقلال وانفصال رسمي لجمهورية دونباس في شرق أوكرانيا.               

تابع القراءة
المصادر:
العربي- أ ف ب